الأحد, 09 يونيو 2024 01:15 صباحًا 0 290 0
اغسل عقلك الآن
اغسل عقلك الآن

 

الكاتب - طارق محمود نواب


 

لاحظ العلماء وجود أنواع عديدة لغسل العقل.... وتلك الأنواع محدودة أو قصيرة الأمد مثل التي تحدث في التنويم المغناطيسي أو عبر درجات محددة لنغم ونوع من الموسيقى، إذ يمكن لهذان المؤثرين جذب الإنسان لمنتج معين عند ظهور إعلانه خلال العروض السينمائية بسرعة فائقة، وحينها يلتقطها العقل وتجعل كل الحضور يتدافعون لشرائها، وقد راج استخدام هذا التأثير في اعمال الدعاية والإعلان لفترة طويلة. 

فغسيل العقل من الحيل التي تعتمد على تغيير افكار ومعتقدات شخص ضد إرادته، أي إنها محاولة لإصلاح الفكر في نطاق التأثير الإجتماعي، ويحدث هذا التأثير الإجتماعي كل دقيقة من كل يوم. وذلك لأن عقولنا في حالة استعداد دائم لاستقبال الإيحاءات والإرشادات ولتبني آراء الآخرين بسهولة، وإن تأملت الحصيلة المعرفية لك ستكتشف أن أغلب ما تتبناه أو ما تعتقده هو ناتج العقول الخارجية التي أخذت عنها هذه المعرفة وتلك هي القناعات.

ولأنك لا تستطيع أن تنعزل عن المجتمع أو تمنع تأثرك بمحيطك فلا يتبقى أمامك إلا أن تشارك في غسل عقلك بنفسك أو على الأقل أن تصبح مدرك لطريقة تأثرك اللاواعي بالآخرين. وهنا أصف التأثر بأنه "لاواعي"؛ لأن عقلك الباطن يتقبل الأوامر والإرشادات بشكل أسهل من عقلك الواعي. ففي حالة وعيك الكامل قد ترفض العديد من التوجيهات التي لا تتوافق مع تربيتك أو آرائك المسبقة. أما في الحالة اليومية والمعتادة فتبدأ بطريقة لا واعية وغالبا تبدأ حينما تتقبل إيحاءات كثيرة تتسرب إليك من الأحاديث والأصدقاء ومن تيارات المجتمع.

ومن حسن الحظ أن تلك الإيحاءات السلبية أو ما يطلق عليها بالإيحاءات الناعمة يمكننا مواجهتها بكل سهولة لكن يتم ذلك حينما تدرك ماهيتها، في حين يمكن للإنسان أن يتخلص منها كليا من خلال جلسات غسل خاصة يقوم بها الشخص لنفسه عن طريق إعادة برمجة عقله.

وعليك أن تدرك أن كل فرد منا يحمل مخططاً ذهنياً حول نفسه على المستوى اللاواعي، وهذا المخطط يعرف بالصورة الذاتية، وهو مفهومك الخاص عن طبيعة الشخص الذي تعتقد أنك عليه. حيث تبدأ الصورة الذاتية بتكوين نفسها خلال مراحل عمرية مبكرة، لكن تكمن المشكلة في المعتقدات المرافقة للصورة الذاتية في إنها غالباً ما تكون لا واعية، حيث تعتمد بشكل رئيسي على انتصاراتك، اخفاقاتك ونجاحاتك، بل وتعتمد حتى على المواقف التي تعرضت فيها للإذلال أو لصدمة كبيرة خلال حياتك. ومن خلال هذه التجارب السابقة يبني عقلك صورة لك عن نفسك ويبدأ بعدها في التصرف على اساسها. وحينها تتوافق جميع افعالك ومشاعرك وسلوكياتك مع صورتك الذاتية فأنت تتصرف وفقاً لما تعتقد أنك عليه في الحياة ، فكل شيء في حياتك مبني حرفيا على صورتك الذاتية. فمثلا إن كنت تعتقد أنك دون المستوى في مادة الرياضيات، سيجد عقلك سبلا ومواقف ليجعل من اعتقادك حقيقة واقعية. فإذا كنت ترغب في إحداث تغيير جذري ومستمر في حياتك ، فأنت في حاجة إلى إعادة برمجة صورتك الذاتية على المستوى اللاواعي وحينها ستصبح قادرا على غسل عقلك بنفسك وتوجيهه لما تصبو إليه.

وهناك طرق يمكنك من خلالها إعادة برمجة عقلك اللاواعي وحينها تأتي قدرتك على غسل عقلك بنفسك وحذف تلك الإيحاءات التي تتسارع بالدخول إلى عقلك ، وذلك باستخدام اساليب ربما لم يسبق لك تجربتها لكنها فعالة للغاية وهي سوف تساعدك على إعادة برمجة عقلك الباطن. فمثلا أن تقم بتفعيل آلية النجاح الخاصة بك، فأنت تملك بما يسمى آلية الإبتكار وإذا استخدمتها جيداً يمكنها أن تتحول إلى آلية نجاح ويجب

إن تكون على دراية بان عقلك وجهازك العصبي يعملان على الدوام لعكس الصورة التي تراها وتظنها عن نفسك سواء على المستوى الواعي أو اللاواعي ولهذا السبب من المهم للغاية أن تركز على ما تريده في حياتك وليس على ما لا تريده ، وفكر دائماً في الأمر كم من مرة ركزت على فكرة أنك لا تريد حدوث أمر معين في حياتك، ولكن حصل بالضبط ما كنت تخشاه. فعلى الأرجح فقد حدث ذلك معك كثيرا وهذا هو الخطأ الذي يقع فيه الكثيرين حينما يحاولون تحقيق اهدافهم، حيث إنهم يركزون على ما لا يريدونه ، فالعقل الباطن للأسف لا يفرق بين الإثبات والنفي وعليك استغلال هذه النقطة لبرمجته من أجل تحقيق النجاح، فبدلا من قول لا اريد الإفلاس، قل أريد أن أصبح غنياً وهكذا بقية الأفكار السلبية حوّلها إلى إثبات وتجنب استخدام النفي عند الحديث عن طموحاتك، ومع مرور الوقت وتكرار هذه الأفكار في عقلك، ستجد أن أهدافك قد بدأت تظهر شيئا فشيئا كحقيقة واقعة، وأن فرصاً جديدة بدأت تظهر أمامك وبمجرد أن يحدث هذا أعلم تماما أنك تمكنت من غسل عقلك بشكل ناجح.

 

 

 

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق