الكاتبة - سارة المطيري
من المؤلم عندما ترى هؤلاء المبدعين ملتزمين الصمت، وكأن الصمت سجن انفرادي لا يستطيعون الخروج منه، وكم هو محزن عندما أراهم يعبرون عن تلك المأساة وكأنها سم أحاط إبداعاتهم وقيد إنجازاتهم، ولكن كلي يقين ما هي إلا لحظات معدودة. ويعود ذلك البريق الذي اعتدنا رؤيتهم به ، فقط تذكروا ذلك الشغف الذي كان يمنحكم السعادة، باعث لنفوسكم البهجة اعلموا مدى أثر أفعالكم، وتأثير عباراتكم لا تجعلوا من اليأس أن يميت أحلامكم، ويبدد أمالكم، كونوا كما عهدناكم.
هذه الحالة هي شلل المبدع المؤقت، التي تعيقه عن الإستمرار، وكأنها فوضى عارمة اعتلت أركان عاطفته، وأشغلت جوانب فكره فلا يستطيع حينها الثبات عما في داخله، ولا التركيز عما يدور حوله، لأنه فقط! أمسى مكلفا بالعديد من المسؤوليات، وإتمام الواجبات، ولا شيء جديد، ويبذل من الجهد ما يفوق قدرتهِ على المواصلة والعمل. وحينها لا بد أن يقف حتى يستعيد توازنه، ويلملم شتاته، ويستأنف الحياة التي اعتاد عليها ولكنّ بهمة ونشاط ، يدفعه المعنى، الذي أراد أن يصله، وأن الأمور لا يمكن يتخطاها إلا إذا آمن بتخطيها.