اختلافنا سر حكمة الخالق .
الكاتبة / زهرة برناوي
إن ما أضفى النكهة لحياتنا البشرية أننا نعيش في بيئات مختلفة مما نتج عن ذلك مجتمعات متعددة وثقافات متنوعة ولولا هذا التلوّن في الثقافات لكنا مجرد نسخة لأمة واحدة تفرّعت منها مجتمعات وشعوباً متشابهة. هل لك أن تتخيل أن كل شعوب العالم لهم نفس الثقافة والطقوس ويتطابقون في أسلوب حياتهم ويتشاركون نفس العادات والتقاليد فهل من متعة عند سفرنا لبلاد الغير ! والتعرف على أخرين ترعرعوا في مواطن أخرى! هل لك أن تتخيل أن لنا نفس الرقصة ومتشابهين في أكلاتنا الشعبية نستمع لنوع موسيقى واحد ونتبع أسلوب تربية واحد
نعتنق نفس الدين والمذهب ونرتدي نفس الزيّ والملبس فتصور كم ستكون الحياة كئيبة وتصبح الدنيا رمادية أما نفسياتنا فتغدو كصحراء قاحلة مجردة من ألوان الحياة الزاهية عندها سندرك أنّ هذا الإختلاف هو من شطرنا إلى قسمين فأصبح منا الصالح والفاسد، المسلم والكافر. هذا الإختلاف أدخل لحياتنا مقارنات أخرجتها من دائرتها المعتادة، فأصبح منا المتميز والجاهل الناجح والفاشل الخاسر والفائز فالله لم يخلق الجنة والنار إلا لكوننا مختلفين ورغم إختلافنا نعيش الحياة ولبعضنا البعض محترمين فليس لمجرد إختلافنا أن نكون على المختلف عنا كارهين.
أخيراً لنعش بسِلم وانسجام كما أمرنا خالق الأنام .