قوة الزمن ...

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

 

الكاتب - طارق محمود نواب 

 

حياتنا تتشكل من لحظات متشابكة ومتحدة مع بعضها البعض لتكون عمراً كاملاً، فالأوقات تمر بسرعة كالرياح... خفيفة وسريعة وقد لا نشعر بوجودها حتى تنقضي كاملة ً. ولذلك، استثمار تلك اللحظات بحكمة هو ما يشكل الفارق الحقيقي بين حياة ذات مغزى ووجود فارغ. فلكل لحظة قيمة، تلك اللحظة هي التي تُلقي بظلالها على ماضيك وتشكل قاعدة لمستقبلك.

وفي هذا الرحلة الممتدة من الولادة إلى الرحيل، يمكن أن يكون الزمان ملاذاً للتعلم والنمو، أو سجناً يحجب عنك رؤية غد أفضل. فعندما نشغل أوقاتنا بالحق، نصبح مصدر إلهام لأنفسنا وللآخرين، وتصبح حياتنا كقصة جميلة مليئة بالتجارب والحكمة .

وعلى نقيض ذلك، إذا سلكنا طريق الاستهتار بالأوقات، وسمحنا لها بالإنجراف دون هدف، تصبح حياتنا كقصيدة خالية من القافية، لا معنى لها ولا إيقاع.

لكن ومع الأسف في عمق هذه الأيام وصخب الحياة، يتسارع الكثير منا في شغل حياته بما لا يفيد ولا ينفع حتى يلهي ذاته عن الألم وعن الهموم عن طريق مزيج من اللهو واللعب أو على أقل تقدير بما لا يفيد بشي. فتمضي اللحظات وهو ملتَهم بأمور تافهة ومشاغل فارغة، يتبع الأوهام ويغرق في أحلام لا قيمة لها. وتتنوع تلك الأشياء التي يشغل بها وقته، فقد ينغمس في عالم الشكاوى والتذمر، ويضيّع طاقته في مجاراة أفكار سلبية لا تجلب سوى الإحباط. أو يضيعها في الإكثار من التسويف والتأجيل والمماطلة حيث يفقدون القدرة على استغلال اللحظة الحالية في النجاح وتطوير الذات، على الرغم من أن الحياة مليئة بالفرص والإمكانيات.

وللأسف حينها يظهر الندم كظلام يغطي أفق الحياة ويسيطر عليها، حيث يُدرك الإنسان قيمة الوقت الذي ضاع في تفاصيل تافهة وفاضت مع الرياح بعد فوات الاوان. ونتيجة لذلك تشعر روحه بثقل الأيام التي لم يستثمرها في تحقيق أهدافه وتحقيق تطلعاته. وثقل ما تبقى منها وتراكم كم هائل من المسؤوليات والمهام المؤجلة,

فالحياة يومياً تفاجئنا بتحدياتها وفرصها المتجددة، ولكن عندما يُشغل الإنسان نفسه بما لا يليق به، يضيع الوقت الثمين الذي كان يمكن أن يكون بناءً ومثمراً. فيصارع الفرد مع كونه يشغل حياته بأمور لا تستحق الاهتمام، وعندما يفيق يجده قد فاتته الكثير من الفرص.

إن شغل الحياة بالحق يتطلب منا التركيز على الأهداف الحقيقية، وتحديد الأولويات بعناية. لذا، يتعين علينا التخلص من الأفكار والعادات الضارة التي تشوش على رؤيتنا وتحجب عنا الفرص الحقيقية. فعندما نستثمر وقتنا بحكمة ونعيش بتوجيه الحياة نحو الهدف، نضمن أن لا نندم على ما فاتنا وأن نعيش حياة مليئة بالمعاني الحقيقة لكل شيء.

فأشغل حياتك بالحق لتحقيق النجاح واستمرار التطور واترك الأوهام والأحلام الفارغة جانبًا، وكن واعيًا لقيمة اللحظة الحالية واستفد من الزمن بشكل إيجابي، واجعل قصتك تتلألأ بالإنجازات والتحديات المُتغلب عليها وفي كل يوم، اجعل حياتك تضج بالمعاني والتفاصيل التي تستحق الحديث والتفاخر.

وأفهم قوة الزمن وكيف يمكننا تحوليه إما إلى صديق يساعدك على النمو أو إلى عدو يستنزف طاقتك. وتذكر دائماً أن الوقت هو أحد الثروات القليلة التي لا يمكن استردادها مرة أخرى فاستثمره بحكمة في تعلم مهارات جديدة، وتحقيق أهدافك، وبناء علاقات ذات قيمة ولا تنجرف وراء اللحظات الفارغة، بل استمتع بكل لحظة واستخدمها لبناء ذكريات تستحق الإحتفاظ بها. 

 

 

 


ابراهيم الحكمي ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

0  229 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة