الخميس, 14 سبتمبر 2023 01:54 صباحًا 0 477 0
“التطبيل” وعُقم النساء .. لماذا؟
“التطبيل” وعُقم النساء .. لماذا؟

“التطبيل” وعُقم النساء .. لماذا؟


الكاتب /محمد بن منصور 


قديماً كان من المتعارف عليه أن المال هو مجرد وسيلة لتلبية الحاجات الإنسانية ، إلا أنه لوحظ مؤخراً وبعد رصد الكثير من الحالات المجتمعية وخصوصا حال بعض المشاهير نجد أن المال قد تجاوز كونه مجرد وسيلة ليصبح غاية في حد ذاتها ، فأمسى هؤلاء يشعرون أن وجوده ما هو إلا تمثيلا لوجودهم وأنه بزيادة أرصدتهم تزيد مكانتهم ولأجل هذا نجد تهافتهم الحثيث للحصول عليه بأي طريقة وبأي شكل وكمية. وهنا تتضح غائية هدفهم . ويعكس هذا سلوكهم الذي نتفاجأ به في كل مرة يظهرون به في مجتمعاتهم، مما يدعونا إلى التطرق للسلوك الإنساني وتأثره بوفرة المال من عدمه لِيُفسر لنا حُمى البحث عن المال عند هؤلاء وكيف تَخْلِق فيهم روح التنافسية للحصول على المزيد منه وبطرق لا تتناغم مع السائد والمتعارف عليه مجتمعيا . فتتولد بينهم الصراعات والعداوات والجدلية والمكايدات الإعلامية المُختلقَة والمصطنعة غالبا والتي نلحظها باستمرار ، وكل هذا من أجل الفوز بشهوات أو لذات لحظية زائلة تتحقق لهم بتسخير كل الأدوات أو حتى الذوات من حولهم لزيادة مكتسباتهم بدءاً بالمتاجرة بعذابات من حولهم ومروراً باستغلال كل المقدرات البشرية المتاحة والتي قد لايسلم منها  حتى أقرب الناس لهم من خلال استغلال نقاط الضعف أو الإيجاب التي قد يمتلكونها سواء الجسدية أو المعنوية ، ومتى ما شعروا أن هذه الأدوات لم تَعد صالحة في تنفيذ خططهم المادية حتى يتجهوا في البحث عن أدوات أخرى جديدة تحصد لهم مزيداً من المال بغض النظر عن معاناة الناس والآمهم حتى لو تجاوزوا بذلك على بعض القيم الدينية والأعراف المجتمعية،
ونجد أن بعض هؤلاء للأسف قد تُشْكِل لهم هذه الثروات التي يمتلكونها نمط تفكير جديد ومُغاير، عنوانه أن المال هو البديل عن كل شيء ، وأنه بات تذكرة عبور إلى كل ما يريدون متى أرادوا ، ونتيجة لذلك يتحول البعض منهم إلى شخصيات بلا عواطف أو مشاعر إنسانية وبلا أدنى مسؤولية مجتمعية لا سيما أن نظرتهم لبعضهم تتمحور حول معيار واحد وهو من يملك مالاً أكثر .ناهيك عن نظرتهم لمن هم دونهم أصلاً ، وأحياناً تقودهم قناعاتهم تلك إلى الإستغناء عن كل تواصل بشري حقيقي ، فبتلك الأموال يستطيعون صنع  نُدماء وأصدقاء " -المُعلزين " والذين لا يمثلون معنى الصداقة الحقيقية أكثر من كونهم “مطبلين” ومؤيدين لكل تصرفاتهم وحماقاتهم بل قد يتحولون عند الضرورة إلى مدافعين شرسين عن كل سقطاتهم لدرجة أن أحدهم وصل به الحُمق مؤخراً في مقطع متداول تَوجه فيه بالدعاء على كل نساء مجتمعنا بالعُقم إن لم ينجبن أشخاصا يشبهون "معزبهِ المشهور" !!
ويبدو أن هاجس البحث عن المكانة جعل من بعضهم يعتقد أن الإنتماء المجتمعي يتمثل فقط في توزيع بعض الأموال أو الهدايا  “الشرهات” لبعض المحتاجين أو حتى دفع أموال إلى جهات تطوعية خدمية ظناً منهم أن إنفاق هذا النزر اليسر من تلك الأموال سيعفيهم من بعض التجاوزات التي قد يرتكبونها في حق المجتمع أو أنها  ستُلمع بعض أفعالهم القبيحة تجاه النظام المجتمعي . علماً بأن أموالهم تلك ما هي إلا بفضل هؤلاء الناس ، حصلوا عليها بطريقة غير مباشرة نتيجة متابعاتهم المليونية ، ويعكس هذا السلوك أبشع صور استغلال الآخر .ولنا في التاريخ عبرة لبعض المشاهير الذين دمروا مجتمعاتهم بأفكارهم الضارة وأفعالهم القبيحة مقابل بناء بعض المساكن أو توزيع بعض المساعدات على أتباعهم كإلتشابو المكسيكي أو أسكوبار الكولمبي ، وأنا هنا لا أنفي وجود نماذج مُشرفة منهم تُرفع لهم القبعات احتراماً لهم ولجهودهم في توعية مجتمعنا وقيامهم بأدوار إيجابية يُشكرون عليها . لكن هذا لا يمنع من تسليط الضوء على الجانب الآخر والمظلم منهم خاصة أنهم للأسف فئة موجودة على أرض الواقع ولها تأثير حقيقي مباشر وملحوظ عبر منصات التواصل المجتمعي ، وهنا أكتفي وأدعوكم لوقفة تأمل وعدم السماح لمثل هؤلاء ببلورة مفهوم علو وارتفاع الغني الوضيع مقابل سقوط ونزول الفقير النبيل حفاظاً على مجتمع سوي . وأملنا كبير بعد إقرار مجلس الوزراء الموقر نظام الهيئة العامة لتنظيم الأعلام في ضبط مثل هذه التجاوزات ..
 والله من وراء القصد    .

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

غاليه الحربي
المدير العام
المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

شارك وارسل تعليق