الشَّتَاتْ .

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

الشَّتَاتْ .

الكاتب / د - صلاح عبدالله العرابي


مهجتها صعدت نحو هذيان الجفاف ورحلت في انتظارٍ نازفٍ لما تبقى من اغتراب المطاف فقد أسرفت في الحلم وهي تمضي على جدار الوقت ووقفت بحنينٍ على أديم الأرض وحملت معها حاضرها قبل أن تتدلى خلف عناقيد المساء. . حينها وهي كذلك كانت تترقب بنمو شفاه أحلامها المُبعثرة في قلق الإنتظار.. حاولت أن تخرج من غياهب الوقت لتُفصح عن ماكانت فيه.. قد تكون آنذاك فريدة في لحظة وجودها فخطوة يانعه قد غطت بعض طقوسها الجميلة.. أرادت وبكل مايحمله البوح داخلها أن تُذيب تلك الأجفان الناعسة التي كانت تُمسك بزمام رحيلها البريء بين كفيها..خرجت لتخطو إلى الأمام وقد كانت شواطىء أيامها محفورة على خلجانٍ يابسة. أقدام حافية حاولت أن تضع بصماتها على رمل ذلك النسيج من الخيال الهامس.حاولت والأمواج كانت دافئة والبحر لازال في تلك اللحظة ينظر إليها بزرقته الهادئة.. نظراتها معلقة خلفها إلى الوراء كأنها تريد بإمعان أن تسحب فجر تلك الليلة قبل أن يفلق.كانت تتوحد مع صمتها الذي أراق بكل استحياء الخجل على بعض ملامحها .أحاسيسها في ذلك الوهم الذي كانت تعيش داخله قد نخرها وداهم صوتها حتى أصابه الوهن.مدارات اللهفة داخلها تمخر بها عباب الأمل ذلك الأمل الدافىء الذي كانت تبحث عنه في دنيا الحنين الفارح بنسيم الربيع.حاولت أن تُلملم حواسها لتزرع على وجهها العابس ابتسامة الإخضرار فهل عبرت غير مذعورة نحو ذلك الشوق الحزين وهل ذلك كان كافياً للطرف الآخر أن يُشاركها الصمت ورماد عمره على قارعة الأنين .  وهل صوتها الجريء في صمته الفريد توأمٌ تتسع خارطته عبر المسافات لصوته الراحل نحو أودية السراب بكل تجاعيدها المُدهشة من تلك الأعماق السحيقة بين ثواني زمنٍ دفين . جاءته وهو مُطرقٌ يتأمل لهفتها وهي تحمل في يديها مساءها الجانح نحو آهة الدمعِ ونظرات الحنين وقد ارتسمت على وجنتيها أحداق اللهفة كل اللهفة لكل شيء قادمٍ أنيق وقد احتضن صوتها الدافىء صوته النابض بالسكينة فحار الصمت بينهما بِنَداه الصادح باليقين.نبضات دامعة داهمت جدائلها المُتعرجة بعد أن زغردت مسافاتها المُنهكة بين أنغامِ ذرات المياه المالحة لا لشيء وإنما فقط لتُريق الألم على ظلال فجرها الطويل لتشعر بغبطة الفرح فقد كانت مياه عذبة تغمرها بين الحين والآخر عندما كانت تُداعب الصِّبا ونشوة البحر العميق . ذهبت في مهب الريح واختفت وذلك ماكان يعتقده بينما بقي وجهها مع صمتها الوحيد يُداعب ضفائرها وهي في تلك الحالة كانت تخطو إلى الوراء بينما صوته المبحوح كان بعيداً عنها على اليابسة ويخطو إلى الأمام فقط إلى الأمام وذلك ما بسطها قريبٌ منه ولازالت تحلم وهو يحلم والشمس أيضاً لازالت كما هي تشتهي الماء وتُنادي الأطفال من خلف الغيوم ليرقصوا بكل إيثار رقصة المطر على ورق العشب وأهداب الشجر !! على ضوء نفحاتٍ تحلم بالحياة وهمس السَّحَرْ !!! .


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

13  333 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة