شبكة نادي الصحافة السعودي - مكتب لبنان - رضوان عبد الله
الاندبندنت :فيسك: السوريون الذين قبلوا بأحكام داعش عملاء!
https://24.ae/article/361105/فيسك-السوريون-الذين-قبلوا-بأحكام-داعش-عملاء-
الأربعاء 5 يوليو 2017 / 14:26 24- ميسون جحا
قبل السوريون الذي عاشوا تحت سلطة داعش بالأحكام القضائية الصادرة عن محاكمه الشرعية، فهل يعني ذلك أنهم كانوا متعاونين مع التنظيم الإرهابي؟
قرويو حلب تعاونوا، أو تواطئوا، مع سادتهم الإسلاميين في القرى المحيطة بدير حافر. فهل تعتبر تلك الممارسات جريمة أم جاءت بداعي الضرورة؟ وكتب روبرت فيسك، مراسل صحيفة "إندبندنت" في الشرق الأوسط، بعد زيارة لبلدة دير حافر المحررة في ريف حلب، عما أظهرته وثائق وجدت لدى "المحكمة الشرعية" هناك، بأن نزاعات صغيرة كانت تسوّى أيضاً أمام قضاة شرعيين.
تبليغات
ويورد أمثلة على تجاوزات قانونية، مشيراً إلى أنه عندما وقف سوري يدعى أبو الزين، من قرية الكاتبية في ريف حلب، أمام "المحكمة العامة للشرطة الثورية "في بلدة حافر ليبلغ عن أبناء عمومته، شهد بأنه سمع سعيد وابراهيم عبد الغفور يشتمان "الجيش السوري الحر"، قوة معارضة أدارها أبو الزين نفسه. وقال: "قدمت شكوى من أجل إجراء تحقيق عسكري مع أبناء عمي، ولكني دهشت، في اليوم التالي، عندما أطلق سراحهما دون توجيه أية تهم".
مجموعة فضفاضة
وفي منتصف صيف 2012، سيطر الجيش السوري الحر، مجموعة فضفاضة من عسكريين انشقوا عن الجيش السوري، ودعمتها لاحقاً دول غربية، على معظم الريف الحلبي. وأقام هؤلاء نظامهم الشرعي ومحاكم خاصة بهم. ولكن في خلال أشهر، استولى جهاديون على مساحات واسعة من سوريا، ومنها بلدة دير حافر. وأنشئت محاكم شرعية كتلك التي أقامها داعش في "عاصمته" الرقة، وطبقت أحكامها على المنطقة الشرقية لمدينة حلب. وقبل شهر واحد فقط، طردت القوات السورية، مدعومة بقصف روسي، داعش من كامل ريف حلب.
تساؤلات
ويطرح فيسك تساؤلات بشأن كيفية خضوع سوريين في تلك المناطق الفسيحة لحكم داعش. ويقول: "هل قاوموا أم تعاونوا وأصبحوا كما وصف مؤرخ يهودي للهولوكست من لم يقاوموا الحكم النازي بأنهم ساعدوا على دفع العجلة؟". لأنه حالما يتم القبول بأحكام جهات قضائية لأية سلطة جديدة، فذلك يعطيها شرعية.
تجسس
ويلفت فيسك لقيام قلة من سكان دير حافر بالتجسس لصالح الحكومة السورية ودفعهم الثمن يوم تحرير البلدة. ويقول: "رأيت بعيني ألواح صلب حديدية نصبت أمام مبنى المحكمة الشرعية المطلية جدرانها باللون الأسود. وتحدثت مع رجل قتل أخوه برصاصة في الرأس في نفس المكان لأنه رفع العلم السوري على سطح بيته".
لكن على أرضية "دار المحكمة" يقول فيسك: "وجدت مئات النسخ المصورة ووثائق مكتوبة تضم قوائم لقضايا عرضت أمام أربعة قضاة إسلاميين، جميعهم كانوا مصريين، وفقاً لسكان المدينة. وعند هروب داعش من شرق البلدة، كانت ما زالت قذائف هاون تتساقط على وسط دير حافر.
صورة حية
ويلفت فيسك لكون تلك الوثائق غير مكتملة، ومعظمها غير مؤرخ. كما ترك بعضها بجانب مكتب محطم كانوا موضوعين فوقه. ولكن محتويات تلك الوثائق وفرت صورة حية عن حالات فقر ويأس ونزاعات أسرية، وجرائم سرقة وعنف وقعت تحت حكم كلا الميليشيات العلمانية والإسلامية التي شهدتها سوريا خلال الحرب الأهلية.
تعاون
ومن المثير للدهشة، بحسب المحرر، أنه حتى عندما كانت دير حافر خاضعة لسيطرة "الجيش السوري الحر"، الذي مولته وسلحته الولايات المتحدة ودول غربية، فقد أنشئت محاكم إسلامية.
ويقول فيسك إنه عندما دخل البلدة مع القوات السورية، عثر على وثائق خاصة بالجيش السوري الحر وسط وثائق خاصة بداعش، ووجد أكواماً من المجلات الإسلامية داخل مستشفى ميداني يقع تحت طريق سريع. ويبدو أن الجيش الحر والميليشيات الإسلامية تعاونوا فيما بينهم بسهولة تامة.
جريمة أم ضرورة؟
واستخلص فيسك أن قرويي حلب تعاونوا، أو تواطأوا، مع سادتهم الإسلاميين في القرى المحيطة بدير حافر. فهل تعتبر تلك الممارسات جريمة أم جاءت بداعي الضرورة؟ وفي غياب محاكم نظامية، فلمن كانوا سيلجؤون؟
وفي يوم استعادة القوات السورية لبلدة دير حافر في نهاية مارس(آذار)، أرسل أبناء 27 قرية التماساً مشتركاً للجيش السوري يطالبون بإتمام "عملية مصالحة". وقد حول الجيش العريضة إلى الحكومة في دمشق، وما زال الرد عليها غير معروف.