دقي على عمتك جيبي الإعلاميين

  الكاتبة / غاليه الحربي 

قبل فترة من الزمن انتشر مقطع تهديد بالاعتداء على رجل امن كان يقوم بواجبه نحو التشييك على رخصة أو هوية لمواطن اعتقد أوهمته أخته الإعلامية أنها تستطيع تعمل البحر طحين ، وربما أيضا أوهمته أنها ممكن تجعل الشمس تشرق من الغرب ، لذا كان تهجمه على رجل الأمن عندما كان يقوم بواجبه أن الإعلام هو وسيلة تهديد قوية يستطيع من خلال هذا التهديد تجاوز النظام أو القوانين ، وهذا غير صحيح ، فالإعلامي هو أكثر إنسان عنده معايير في عمله وهي الأمانة والصدق والإخلاص في الكلمة التي يكتبها أو ينقلها عن غيره .

فكان التهديد من هذا الشخص بأخته أو عمة ابنته الإعلامية اعتقادا منه أن ذلك سيخيف رجل الأمن فيتغاضى عن مخالفة ذلك الشخص أو محاولة إخلاله بعمل رجل الأمن كي يتركه يذهب دون التحقق مما شك فيه رجل الأمن وطالب ذلك الشخص بإثباتاته ، فما كان من رجل الأمن إلا أن أكمل مهمة عمله دون الاكتراث بتهديد هذا المتبجح بالرفع للملك أو الوزير أو المدير أو المسؤول بصفة عامة .

فالقانون والنظام وحقوق الإنسان تسمح للمواطن أن يشتكي أي شخص يخطئ في حقه أو يغلط عليه أو يقذفه أو يتجاوز القانون والنظام لكن لا يعطيه الحق بتهديد الآخرين من اجل القيام بالمغالطات ومخالفة الأنظمة والقوانين ثم يهدد غيره باللجوء لولي الأمر أو المسؤول.

التهديد يكون عندما يخل أو يخالف رجل الأمن أو المسئول أو المدير أو الوزير للأنظمة والتعليمات بعمله ويعطل عملك ويخفق في تقديم الخدمة التي وضعه ولي الأمر بها لخدمتك وخدمة المواطن ، وقتها من حقك التظلم بالرفع للجهة الرسمية لتعطيك حقك الذي كفله لك القانون ، ولكن دون أن يكون بطريقة التهديد الحاد أو القذف أو القدح في الشخص نفسه ، لكن يكون بإبلاغه بأنك ستستخدم حقك في التظلم والرفع لولي الأمر لإثبات تظلمك ضد من أخفق في إعطائك حقك من الخدمة التي وفرتها الدولة لك بالرفع لولي الأمر أو المسؤول ، لكن ما فعله هذا المواطن موضوع حديثنا مخالف للقانون عندما رفض الاستجابة لطلب رجل الأمن أو المرور منه إظهار رخصة القيادة والهوية وهو من صميم عمله يعتبر مخالفة قانونية يحاسب عليها القانون . 

والإعلام ليس وسيلة لتهديد رجل الأمن ومخالفة القانون ولا محاولة استغلال الإعلام والتهديد باستخدامه ضد عمل رجل الأمن والمرور وغيرهم من رجال الدولة في مختلف القطاعات الخدمية مخالف للقانون ، الإعلام أيضا ليس ضد القانون ولا يحمي المخالفين بل هو جزء من منظومة المحافظة على القانون والنظام ، ودوره في إبراز الأنشطة الايجابية للمجتمع والمؤسسات الاجتماعية والصحية والأمنية والخدمية وغيرها ليتعرف أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين وزوار ومعتمرين وحجاج على الجديد في المجتمع والاستفادة منه ، وفي نفس الوقت يستخدم الإعلام لرصد وتصحيح سلبيات المجتمع إلى ايجابيات، وأيضا محاولة المشاركة في إيجاد حلول لمشاكل المجتمع لجعل المجتمع صحي سليم .

تحية للمسؤولين ، تحية لرجال الأمن الأشاوس في كل القطاعات في مملكتنا الحبيبة ولكل مواطن في كل قطاعات الدولة الخدمية عندما يطبقون النظام ليحافظوا على امن المملكة وامن المواطن وصحة المجتمع.

لذا نعتبر تهديد هذا الشخص لرجل الأمن بأن يستعين بأخته الإعلامية أن تسانده في مخالفته هو خطأ يحاسب عليه القانون ويجب أن يتوعى المواطنين والمواطنات من الإعلاميين والإعلاميات ليعرفوا دورهم في المجتمع دعم القانون والنظام ودحض مخالفة ذلك وتوضيحه للعامة ليعرفوا أن دور الإعلام مكمل لدور القانون وتطبيق النظام . ومحاسبة هذا الشخص يعتبر ردع لأي إعلامي أو إعلامية تسول له نفسه استغلال مجاله لمخالفة القانون أو تجاوز الأنظمة ، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج .

حفظ الله ممكتنا وقائدنا الهمام وولي عهده الامين 
ودام عزك يا وطن