*بوح الروح* ..

الكاتب / محمد منصور 

تأتي لحظة تشعر فيها بأنك قد خُذلت أو حتى كُسرت ممن قد أعطيته يوماً رموز الدخول إلى قلبك ومَلّكتَهُ عنان روحك .. عندها سترى كل شيء أمامك أصبح مُزيفا ..
فلا عليك ولا تهتم فقط أِلبس  ثوب التجاهل والتغافل أو حتى التغابي وأكمل طريقك وتصالح مع أشباح الغياب لعلها تكون أرحم من لحظات الحضور البائسة  ، فلكل إنسان بواعثه التي يظن أنها تبرر غياباته .. الله وحده يعلمها ، ستكتشف أنك قد استغفلت وأن حذاقتك التي كنت تُفاخر بها ما  كانت إلا سرابا .. مجددا لا عليك استمتع بكل سذاجاتك تلك واجعلها نقطة البدء الجديدة نحو إعادة ترميمك من جديد وسارع إلى خَلق تقييم لمواقفك من جديد لتصل إلى نظرة جديدة مفادها .. أن من يستحق أن يبقى فليبقى ومن استحق الذهاب فليذهب حتى لو كنت أنت أول الذاهبين ..
فغالباً لا يَتولّد الدرس العظيم إلا من ألم أعظم ، فاصنع من بقايا ألآمك نشوة فرح تُمزق ذاكرتك الحزينة وتمدك بالحياة …
هنا يجب أن لا تحزن على شعور محبة قدمتها في غير مكانها أو دموع ذرفتها على من لا يستحقها أو ضحكة سمعها من لا يُقدرها ، فالحب يسقط قسرا في القلوب والدمعة تُخرجها المقلة بلا موعد عندما تكون صادقة ، والضحكات لا تكون مجنونة إلا عندما تخرق القلب فرحا وتنطلق إلى خارجه مُخرجة رأسها للحياة وتحت الشمس ..
لا تحزن عندما تكون كل مشاعرك كانت صادقة معهم بينما هم كانوا كاذبين فالمهم صدقك أنت لا صدقهم ..
فأنت لم تكن تركنُ إلى حدسك ..  فتخاطفتك احاسيس الشك تارة واليقين تارة أخرى حتى أنتصر حدسك في النهاية الذي لم يخذلك مرة ، فاكتشفت مُتأخرا أنك قد كنت ظالما له وعرفت أنه الأصدق من بين كل زوايا المشهد ..
لا تحزن فالكل حولك يعيش الإبتلاءات والإختبارات القاسية مثلك تماما ، تلك الألآم التي لم تأتِ إلا بسبب مفهوم "المبالغة" والذي نُمارسها تجاه كل تلك المشاعر التي نعيشها يومياً .. مشاعر الثقة، الحب،الكره، الغضب وحتى مشاعر الصمت أيضا !!!
لا تحزن مهما لاحت سوداوية المسار فمهما كنت ممتلئا بالرماد فتَعَلّم أن تصنع منه نوراً لروحك ، وتذكر أن تلك الجوهرة التي بداخلك ما هي إلا أنت فهي تمثلك أنت ، وتذكر أن الجوهرة لا تُصقل إلا بنار الوجع ولا تنظف إلا بشحار ذلك الرماد ، إن شئت أن تذرف الدموع فأفعل ثم ابتسم وأمتن بعدها،  ولا تجعل أحدا لا يستحقك .. يهزمك أبدا … فقط تابع الطريق ..