*الكنز الثمين الصحة والفراغ*
الكاتب / راجح الحربي
ينعم الإنسان في هذه الحياة بنعم كثيرة لايمكن عدها وتعدادها وتتراوح النعم بين نعمة الدين والهداية والأمن والأمان. إلا أن هناك من النعم ما خصه نبينا محمد واستثناه لأهميته ولعلنا نتأمل ذلك في قوله صل الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) ولذلك لأهمية تلك النعمتان التي أنعم الله بها علينا ومن حظي بها فهو الكاسب بإذن الله أن فطن لها و استغلها في رضا الله ثم في تدبير شؤون حياته. والعزاء كل العزاء لمن فرط واهمل تلك النعمتين
فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يقدره إلا المرضى
فيايها الصحيح المتعافي قم من سبات الغفلة وتطلع لمستقبلك الأخروي والدنيوي مادمت قادرا على العمل وبذل الخير فيما احله الله وعدم الغرور بالصحة والتباهي بها فيما لايرضي الله سبحانه والتمادي في المعاصي.
اغتنم صحتك قبل أن تداهمك الأمراض. والحوادث المفاجئة التي قد تحرمك الكثير من أعمالك اليومية فتكون مكبلا بالحسرة والندامة على مافات من صحتك وقوتك.
أما عن الفراغ فهو نعمة لايقدرها إلا الكيس الفطن وكرس كل وقته في رضا الله وايقن بأهمية الوقت الذي هو جزء من العمر محسوب بخيره وشره.
إن الفراغ نعمة وفرصة للمسلم للتزود بالأعمال الصالحة في كل لحظة وحين قبل أن تضيق الأوقات أو تحل ساعة الأجل فلايكون هناك متسع للتزود بمايفيد الإنسان في دينه ودنياه الا ماقدم.
ولاسيما في زماننا هذا مع كثرة وسائل الراحة والترف أصبح لدينا المزيد من الوقت والفراغ حتى أصبحنا نمل ونجزع من فراغ أوقاتنا ونردد كلمات نطقناها فصدقناها فطبقناها مثل ملل ، طفش ، اليوم ثقيل . وماعلمنا أننا نتوهم ذلك حتى ضاعت الأوقات بدون نفع يعود علينا بالخير
فالأجدر بنا أن نستغل العمر والوقت باللحظة والثانية في طاعة الله والتقرب إليه بالنوافل كالسنن الرواتب ، والصدقة والسعي في قضاء حوائج الناس ، وفي قراءة القرآن الكريم ، والتسبيح والتهليل ، وصلة الأرحام ، خاصة مع سهولة هذه الأعمال في ظل وجود الأجهزة الحديثة التي سهلت لنا سبل الحياة دون عناء
والحذر كل الحذر الانغماس في المعاصي والتلذذ بها وعلينا العودة إلى الله بالتوبة والاستغفار ولنجعل بيننا وبين الله عملا خفي لعل الله أن يرحمنا ويتجاوز عن تقصيرنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.