الخميس, 29 نوفمبر 2018 09:08 صباحًا 0 936 0
حَيثُ الّشمس
حَيثُ الّشمس

حَيثُ الّشمس

 الكاتبة / *فاطمة مسودي* 

لا يستوقفك الحزن كثيراً على أرصفة الإنتظار

اكتفى بإلقاء نظرة على ذات الرصيف

أمسح بطرف كمك دمعك الجاري

ودع ماسقط منه على الأرض

كشهاد بأنك مررت من هنا لتلقي السلام على

روح الذكريات وفاءً لها ثم أرحل عن هذا الظلام الموحش

أبحث عن النور أمضي إلى حيث الشمس حيث الحياة

أسمع لصوت العصافير في المروج الخضراء

أسمع لخرير المياه عبر الجداول

أنظر لذلك الفلاح في حقله مشمراً عن ساعديه يحرث ويزرع

ليطعم من كده الطير والإنسان ثم التفت للجانب الآخر

أنظر للمدينة الشامخة بأبنيتها الشاهقة وأسمع لأبواق السيارات

الكل يصيح ياصاح تحرك هيا تقدم عطلت حركة السير

ليس لدينا وقت فلدينا ضروريات هيا أفسح الطريق.

فهناك طبيب ذاهب ليضمد جرحاً ويوقف نزفاً

ويطمئن قلباً شطره الحزن شحب وجهه وأعياه السهر

يعاني الأرق قلقاً وهناك معلم ذاهب لميادين العلم

حيث ينتظره طلابه ليرسخ بهم القيم والأخلاق .

وهناك في قمة تلك الرافعة مهندس يوجه وعمال بناء يشيدون المباني ويقيمون الجسور

ثم راقب عامل النظافة يجوب الطرقات يجمع النفايات

ويبتسم بوجه العابرين دون أن يستاء من رميهم للمخلفات ويعتابهم أو يتذمر

ثم أرفع بصرك عن الأرض ومايحدث على ظهرها إلى السماء .

راقب السحاب وكيف يسير فيها محملاً بالمطر ليمسح به وعثا التعب عن الأرض ومن عليها

أو ليحجب بين الفينة والأخرى قرص الشمس ليخفف من حرارتها

ثم تأمل دورك وأبحث عن واجبك تجاه نفسك والآخرين والحياة

وسارع لتقوم بدورك أنت فلم تخلق ليقتصر دورك على ندب الحظ والبحث عن المفقود

وإنتظار ما لن يعود والبكاء على الأطلال

الأمس ذهب ولن يأتي والغد أمره بيد الله عالم الغيب

واليوم هو لك هو فرصة من أجلك إبتسم ليومك وعانقه بحب

وقدم له باقة من التفاؤل والأمل والفرح

ثم ضع يدك بيده وأشدد عليها وعش تفاصيله كما يجب.

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
حَيثُ الّشمس الكاتبة / *فاطمة مسودي*

محرر المحتوى

بدر فقيه
محرر صحفي
|| محرر وناشر في صحيفة عكاظ الإلكترونيه . بكالريوس نظم المعلومات من كلية الحاسب الألي بجامعة الملك خالد بأبها .

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك