الكاتب : إبراهيم أحمد آل الفقهاء
شبكة نادي الصحافة السعودي.
__________________________________________________
الكتابة هواية متعبة لأنها تنصب نفسها محاميا عن الفضيلة ولسان حق عن العامة ورسول صدق للخاصة، أصحاب القرار من يملكون شرعية التغيير وخاصية التصحيح.
والكتابة ليس بدعا من القول إنما هي قضية هامة وأداة تغيير كبير تنطلق من مقاصد سامية وترتكز على معايير واضحة منها سلامة القصد، ويتحقق هذا المعيار عن طريق لجم هوى النفس الطاغي للشهرة وهي غريزة طبيعية في كل نفس بشرية إلا ما ندر. ولا يتأتى ذلك إلا بإعمال شرطي الضبط الذاتي (الضمير) بالدخول عميقا في خبايا الذات ومحاولة استئصال وباء الغرور قبل استفحاله لا سيما والنفس البشرية تتأثر بالمجتمع المحيط إطراءً قد يكون مزيفا أو تزلفا وهذه تكمن خطورتها في انعكاس اتجاهها عند اقرب منعطف لا يتماشى وأهداف أولئك المقربين اللاهثين عن مكاسب خاصة، فمثلما كان إطرائهم مبهجا يكون قدحهم الجائر ناسفا لكل قواعد الاستحقاق ومرد ذلك عدم ارتكاز العمل على أرض صلبة ولم ينطلق من ثقة وإيمان مطلقين بعدالة القضية المتبناة كتابيا.
لا يعني ما تقدم دعوة لجلد الذات أو تجاهل كل جهد بذل، بل هو الاعتدال في تلقي الثناء والاستفادة من النقد الهادف، وتجاهل القدح الظالم لتكوين مناعة ذاتية وسطية بين القبول والرفض آليا. استشعارا من الكاتب أن الكلمة أمانة وهذه الأمانة إطارا يحكم كل كلمة تخطها يده، وإنه مسؤول عن كل حرف يقينا منه أن الكلمة تفعل الأعاجيب إما سلبا أو إيجابا ويعلم أن من وراء ذلك كله إلهاً يعلم السر وأخفى وإن تلاعب بالكلمات ونمق الجمل لكي يصل إلى ما يريد بالتدليس والخفاء. وهذا يتلاشى إن جعل كتابته ضمن إطار الأمانة وأعمل فيها شرطي الضبط الذاتي. هنا تكون الكتابة رسالة وعلى قدر الهم الصادق في صدر الكاتب يكون علو كعب مخطوطته.
ولعل أكبر هم هو هم الأمة الإسلامية ومحاولة لم حالة الشتات الذي تدور في أروقته الذي نسأل الله العلي القدير أن يوحد كلمتهم ويعلي شأنهم هو الهم الأكبر والهدف الأسمى. وأصدق كاتب تبنى هذا الهم هي حكومة خادم الحرمين الشريفين بكل صدق وأمانة وتفان بعيدا عن كل فلاشات الأضواء الخاطبة لودها. عن طريق اللقاءات الرسمية الدورية والمؤتمرات وما شعيرة الحج الأكبر إلا أبهى وأصدق رسالة تترجم دور المملكة الفذ في تبني قضايا المسلمين عامة وهي تبرهن على دورها الفعال في كتابة رسالة تلاحم سامية المقاصد في لم الشمل ورأب الصدع, رسالة عنوانها التفاني ومضمونها تبني الهم الإسلامي الكبير.
وبهذا أصبحت المملكة مجازاً كاتبا إسلاميا صادقا بامتياز لأنها صدقت في حمل الأمانة التي تبنتها غير باحثة عن مجد أو شهرة.