يا خادم البيتين أي مجد أنت فيه

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

شبكة نادي الصحافة السعودي


بقلم  .محمد الغامدي

استرعى انتباهي يوم
التاسع من شهر ذي الحجة من حج هذا العام ١٤٣٨هـ ذلك المنظر المهيب والذي نقلته القناة السعودية من خلال تغطيتها لنفرة الحجيج من عرفة إلى مزدلفه وتلك الزاوية من التصوير والتي جسدت من خلالها عظمة الدين الإسلامي وتسامحه وعدالته فكانت الصورة أبلغ رسالة  .
كانوا في صفوف مهيبة وكأنهم في صفوف صلاة متوازية بكل راحة وكل طمأنينة لا يزاحم أحدهم الآخر كأنهم بنيان مرصوص, رؤوسهم حاسرة يكسوهم البياض وتحفهم الملائكة وتغشاهم رحمة الله .
ترى في وجوهم الفرحة كأنهم في عرض عسكري يستعرضون قوتهم ليوصلوا رسالة لأعداء الإسلام مدى سماحة الإسلام ورقيه وعظمته لن تستطيع أن  تفرق بينهم ذابت كل الحواجز بينهم حواجز الجنس واللون والعرق كلهم ذات اللبس ذات الطريقة في إرتدائه لا فرق بين عربي أو أعجمي بينهم  ، تلاشت بينهم كل الفروق الإجتماعية التي نحن من وضعها واخترعها وزرعها في النفوس قبل العقول .
ذلك المنظر تقشعر له الأبدان من عظمته .. تلك السلاسة التي لم أعهدها في السنوات السابقة برغم كل التنظيمات والجهود التي بذلت سنة بعد الأخرى رغم تلك الزيادة الكبيرة في أعداد الحجاج لهذا العام .
ذلك المشهد العظيم كان بمثابة رد قاسي وقوي لكل المشككين في قدرة السعودية وكل السعوديين في خدمة ضيوف الله وإخوانهم من المقيمين العاملين معهم في كل قطاعات الدولة المختلفة .
إن حكومة مملكتنا بذلت الغالي والنفيس لخدمة ضيوف بيت الله وهذا فضل من الله ونعمه على هذه البلاد أن شرفها بخدمة حجاجه .
فمنذ تولي الملك عبدالعزيز رحمه الله مقاليد الحكم واستقرار بلاده انكفأ رحمه الله على تأسيس حكومة قوية دستورها كتاب الله وسنة نبيه بدأ بنشر تعاليم دين الإسلام فنقل الناس من الظلام إلى النور وقضى على الممارسات الخاطئة والظواهر الغريبة على ديننا،  والمتتبع للدولة السعودية يدرك تماما أن الدولة السعودية بنيت في وقت قياسي جدا وغير مسبوق لتكون ضمن أقوى عشرين دولة على مستوى العالم .
عبدالعزيز رحمه الله ومن بعده أبناءه اختارهم الله وشرفهم لرعاية بيته وقبلته ومهد رسالته فهيء الله  لهم كل السبل وكأن من أولوياتهم  خدمة بيته ومسجد رسوله وتوالت الخطط والتطوير يوما بعد يوم ولم تتوقف منذ ذلك الوقت حتى يومنا الحاضر وستستمر بإذن الله كل يوم دون توقف .
للأسف يعتقد الكثيرين أن خدمة الحجيج تقتصر على فترة الحج فقط وهذه نظرة قاصرة فالعمل لإستضافة ضيوف الله هي بشكل يومي وعلى مدار الساعة والتطوير لا يتوقف والتخطيط لا ينتهي طوال العام ففور الإنتهاء من موسم الحج تبدأ الاجتماعات الخاصة لتقييم كل مراحله وفتح كل ملفاته للوقوف على جوانب القوة والضعف فيه والاستفادة من كل ذلك للرقي بالخدمة المقدمة للحاج .
هناك في كل وزارة لجان خاصة بالحج إضافة إلى وزارة الحج كلا يقوم بدوره تعمل كلها وفق منظومة واحدة تحت لجنة الحج المركزية  الجميع يعمل على قلب رجل واحد الجميع يستشعر عظم المسؤولية وشرف المهمة وعظمة المكان والزمان .
 
 
تفرغ الحجاج لأداء فريضة حجهم في روحانية عظيمة تفرغوا لأداء مناسكهم وسلموا أنفسهم لله ثم لمضيفيهم منذ وضعوا أول خطواتهم على أرض السعودية والسعوديين فاستقبلوهم  كمن يستقبل أعظم ضيف في منزله فلم يجدوا من أول يوم إلا الترحيب والتهليل بقدومهم وحتى أخر يوم في وداعهم ، فكل من على أرض السعودية إن لم يشارك في خدمة ضيوف الله لم يكف لحظة يدعو لهم بأن يكتب أجرهم وأن يسلم حجيجه وأن يتقبل حجتهم .

شكرا خام البيتين على حسن ضيافتك وعلى متابعتك المباشرة لكل صغيرة وكبيرة لخدمة ضيوف الرحمن . شكرا ولي العهد الأمين على ما تبذله في تذليل كل الصعوبات . شكرا لخير من أؤتمن خالد الفيصل شكرا وزير الداخلية وكل  رجالاته في كل القطاعات يامن تحملون يد من حديد ترهبون بها أعداء الله ويد أخرى  تحمل الرحمة والعطف . شكرا ملائكة الرحمة منسوبي الصحة وعلى رأسهم وزيرهم الذي كان أولهم وقدوتهم في الميدان شكرا  الهلال الأحمر شكرا للمسؤولين عن الحملات في التعاون في تنفيذ خطة التفويج شكرا لأمانة مكة شكرا وشكرا لعمال النظافة  ، شكرا للفرق التطوعية وشكرا لكل من عمل بحب واستشعر عظمة الضيف والمكان والزمان .
فأي مجد أنت فيه يا خادم البيتين وأي شعبه أنت سيده فنعم الخادم ونعم الشعب العظيم ونعم من أتمنت  لخدمة ضيوف الله فالحج لله وهو من يجازيه .

كتب في ١٤ ذو الحجة ١٤٣٨هـ ( محمد عبدالرحمن الغامدي )


الهنوف محمد الهنوف محمد
محرر صحفي

0  714 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة