الكاتبة ـ هويدا الشوا
أتدري ما هي الحكمة التي تكمن خلف كل باب أُغلق في وجهك؟ ما الحكمة خلف كل المحاولات العابثة للوصول إلى رغباتك التي تبوء بالفشل في كل مرة؟
لماذا أنا؟
ولماذا هم؟
ولماذا هناك "أنا" و"هم"؟ لماذا أكون أحيانًا أنا وحدي والآخرين خارج الحسابات؟
كم مرة اعتقدت أنك مُعاقَب، لكنك في الحقيقة قد نُجِّيتَ قبل أن تخوض المعركة من الأساس وأنت تجهل ذلك؟
إن عقلنا البشري مهما كان حجم ذكائه وفطنته، فهو عاجز عن معرفة الحكمة الإلهية خلف كل الطرق المغلقة وكل المحاولات الفاشلة. قد نعجز أحيانًا عن إدراك مدى لطف الله بنا، فبدلًا من أن نشكر، نسخط وننكر ونرفض.
قال تعالى في كتابه العزيز ﴿ إِنِ الحُكْمُ إِلَّا للهِ يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الفَاصِلِينَ ﴾
اتدرك ما معنى هذه الأية!؟
إن الله لا يجور في حكمه, وبيده الخلق والأمر, يقضي الحق بينك وبينهم فهو يحكم بين عباده , وهو خير الفاصلين بيننا بقضائه وحكمه.
فالله يدبر الأمر ويرتب لك حياتك وأنت لا تدري.
تخيل معي عزيزي القارىء ماذا سيحدث لو أن الله حقق لك ما ترغب به ؟
لنتخيل معًا السيناريو الذي كان يمكن أن يحدث لو تحقق لك ما ترغب به.
(كل هذه الأمثلة مجرد تشبيهات لإيصال الفكرة، لا غير).
- مثال: أنت ترغب في السفر إلى مكة لأداء مناسك العمرة، وفي كل مرة ترغب بالسفر، يحدث عائق ما أمامك، وأنت تعيد الكرة والمحاولة لتكتشف بعد ساعات أن الحافلة التي وددت السفر على متنها تعرضت لحادث وتوفي جميع ركابها.
ماذا لو كنت معهم؟
لتوفيت الآن. وتركت خلفك أطفالك وعائلتك وعملك، وإلخ.
لذلك، تعطلت الأوراق وأُقفل باب السفر في وجهك لحكمة الله وحده يعلمها.
- ولنأخذ مثالًا آخر:
قضيت عمرًا وأنت تسعى خلف دراسة الطب الجراحي، لكنك لم توفق وسجلت في كلية أخرى. بعد تخرجك بخمس سنوات، أُصبت بشلل في قدمك يمنعك من الوقوف لساعات طويلة. وكلنا نعرف أن العمليات الجراحية تحتاج لساعات حتى تنتهي. لكن عملك كموظف مكتبي في وزارة الصحة كان ملائمًا لك لأنه ببساطة عمل يناسب قدراتك الحالية.
ماذا لو درست الجراحة؟
لكانت مسيرتك المهنية انتهت قبل أن تبدأ.
بالتأكيد، إليك النص بعد التدقيق:
عرفتُ الحكمة الآن من عدم قبولك في التخصص الذي سعيتَ خلفه طوال الوقت وبكيتَ كثيراً وتوسلتَ لأجله.
لن تدرك الحكمة خلف الأبواب المغلقة حتى تدرك الحكمة خلف لطف الله بك.
قال تعالى: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)
وتفسر هذه الآية
"أن الله تبارك وتعالى هو الفاعل لكل شيء، يؤتي الحكمة لمن يشاء من عباده، وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً، لأن الإنسان إذا أوتي الحكمة يكون قد اهتدى إلى العلم النافع، وإلى العمل الصالح الموافق لما علمه، وإلى الإيمان بالحق وإلى الإستجابة لكل خير والإبتعاد عن كل شر، وبذلك يكون سعيداً في دنياه."
"وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"


.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)

.jpg)






.jpg)







