رمضانيات

 (هاتو ذكرياتكم الجميلة لنعيشها معكم)

الكاتبة / خديجة العطوي 

مع دخول شهر رمضان المبارك تغمرنا ذكرياتنا الماضية و الخالدة في اذهاننا، الحارة القديمة ، البيوت الصغيرة، الجيران والاقارب ، عندما كنت صغيرة كان هناك لعبة تحدي للصيام مع من هم في مثل سني ، ذاك الوقت نقوم بمسك عقلة الأصبع والعد إلي ال ١٠ أو ال ٣٠ حسب ماهو متفق عليه، إذا استقرت، فمعناه أننا سنصوم رمضان كاملا، و أذكر كنا نصوم حتى أذان العصر، هذا صيامنا ، لنعتاد على الصيام بالتدرج.

 في هذا الوقت كانت هناك طقوس احفظها في مذكرتي ، انتظر امي حتى توزع التطلي (الكاسترد) في أطباقه ورائحته روح الموز تتصاعد منه ، وأظفر بباقي التطلي المتبقى في قاع القدر ، كم له لذه لايمكن ان أنساها.

ومع متابعة لفوازير رمضان للأطفال ، 

وقرب غروب الشمس كانت العادات السائدة في تلك الأجواء الروحانية تبادل دور مائدة الإفطار بين الاقارب والجيران، والحرص على وجود التمر واللبن ، والأكيد جرة الماء بجانب المائدة .

والوجبات الأساسية ، كانت هي الشربة حمراء أو بيضاء (أي بالمضير ) ، والمكرونة الحمراء أو البيضاء باللبن واللحم .. وليست البشميل والسمبوسة، 

وأحد أنواع الحلى، كالتطلي أو الجيلي ، أو الكريم كراميل .

وهناك مشروبات أساسية نحرص علي تواجدها، اللبن والعصير الأحمر فيمتو والشربيت ، وقمر الدين .

وكانت السفرة ممتدة في الحوش، والتلفاز الملون يطل منه وجه الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- بحديثه وصوته العذب، الذي لاينسى، يتناولون الإفطار ،ويتوجهون للصلاة ، وعند العودة نتناول القهوة والشاي ، وأطراف الحديث حتي تقام صلاة العشاء والتراويح ، عندها امسك بسجادتي وأرافق امي للمسجد، لا انكر انني جلست بين الصلوات كثيرا .. كانت تجتمع الجارات في المسجد ومعهن الماء والقهوة ، وفي وقت الاستراحة بين الصلوات يرتشفن القهوة .. ويتبادلن الحديث والسؤال والاطمئنان عن احوالهن.. ، وعند العودة للبيت يغلبني النوم وقبل أن اخلد له اهمس في أذن امي أن لا تنسى أن توقظني للسحور .

كنا نحرص على وجبة السحور لإنها مستحبة لقول النبي ﷺ: تسحروا فإن في السحور بركة .

البساطه في ذلك الوقت والتلاحم بين الأقارب والجيران والحرص علي التجمع فيه صلة وبركة تجعل للحياة بين الناس معنى جميل، وطابع فريد، ينبع من الوجدان شعور وبساطة البشر تخلد ذكري جميلة لايمكن أن تنسى.