الفرح: قيمته وصناعته في حياتنا
بقلم: عبدالله عبدالهادي البخاري
في صباح يوم الخميس 19 جمادى الأولى 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م، شاركتُ في برنامج “أنفاس الصباح” على إذاعة “نداء الإسلام”. خلال فقرة “مشاركات المستمعين”، تناولنا موضوع الفرح وكيفية عيشه بتوازن دون إفراط أو تفريط. تحدثتُ عن مفهوم الفرح من منظور متوازن يراعي القيم الإنسانية والإيمانية، وربطته بتجربة واقعية عشتها في مساء اليوم السابق، حيث شهدتُ كيف يمكن لصناعة الفرح أن تكون أداة لنشر الأمل في المجتمع.
ما هو الفرح؟
الفرح شعور عميق بالسعادة والرضا ينبع من قبول قدر الله وشكره على نعمه. فهو ليس لحظة عابرة أو مظاهر سطحية، بل هو حالة متوازنة تجمع بين الامتنان لله ومشاركة الآخرين مشاعر الفرح بطريقة تعزز الروابط الإنسانية. الفرح الحقيقي هو ذاك الذي يحمل في طياته رسالة عطاء وأمل، ويجسد روح الإنسانية في أبهى صورها.
الفرح في تجربة حية
مساء يوم الأربعاء 18 جمادى الأولى 1446 هـ الموافق 20 نوفمبر 2024 م، حضرتُ أمسية مميزة في نادي “جنا” للفتيات المعاقات عقليًا. كانت تجربة مفعمة بالمشاعر، حيث رأيتُ كيف يمكن أن تتحول حياة الفتيات المعاقات إلى رحلة من الفرح بفضل جهود مخلصة تهدف إلى دمجهن في المجتمع ومنحهن فرصًا للعيش بسعادة.
في هذه الفعالية، كان المشهد مليئًا بالابتسامات التي تعبر عن الأمل، وتؤكد أن الفرح يمكن تحقيقه حتى في أصعب الظروف. كان الحضور تجسيدًا لمعنى العطاء، حيث رأيتُ أشخاصًا يبذلون الوقت والجهد لإسعاد الآخرين، مما جعلني أؤمن بأن الفرح الحقيقي يكمن في أن تكون سببًا في سعادة من حولك.
دور فريق “الدار التطوعي” في صناعة الفرح
برز دور فريق “الدار التطوعي” بقيادة الأستاذ فهد الكعبي في هذا الحدث. الفريق لم يكتفِ بالمساهمة بل كان جزءًا أساسيًا من نجاح الأمسية. كانت جهودهم واضحة في تنظيم الفعالية وصناعة الفرح، ليس فقط للفتيات، بل لكل من شارك فيها. أظهروا معنى العمل التطوعي الحقيقي، وكيف يمكن أن يكون أداة لتغيير حياة الناس وإضفاء الأمل في قلوبهم.
رسالة الإعلام في دعم القيم الإنسانية
لم يكن هذا الحدث ليصل إلى الناس دون دور الإعلام الإيجابي. الكاتب والإعلامي عبدالله عبدالهادي البخاري كان له بصمة واضحة في تسليط الضوء على هذه الفعالية، ونقل رسائلها الإنسانية للمجتمع. الإعلام هنا لم يكن مجرد ناقل للأحداث، بل شريكًا في تعزيز القيم النبيلة ونشر الوعي بأهمية هذه المبادرات.
ختامًا: الفرح قيمة نصنعها معًا
الفرح ليس مجرد شعور لحظي، بل هو تجربة تعزز الروابط الإنسانية وتنشر الأمل. ما شهدته في تلك الأمسية، وما تحدثتُ عنه في الإذاعة، يؤكد أن الفرح يمكن أن يكون بسيطًا لكنه يحمل أثرًا عظيمًا. علينا جميعًا أن نسعى لأن نكون صناعًا للفرح، وأن نغرس في قلوب الآخرين الأمل والسعادة.