الاربعاء, 11 سبتمبر 2024 06:11 صباحًا 0 310 0
الحازمي يكتب عن الحقيقة المُرَّة
الحازمي يكتب عن الحقيقة المُرَّة
الكاتب / محمد المنصور الحازمي  

لا قرار مجلس الأمن الأخير ، أو عشر زيارات لوزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن ، ومدير الاستخبارات الأمريكية ولا كبار المسؤولين الأمنيين الأميركيين ، ولا زيارات رؤساء أوروبيين ، و وزراء خارجية ، ولا مظاهرات بالآلاف داخل إسرائيل ، ولا عشرات الآلاف من المتظاهرين بعواصم غربية ، ولا اعتصامات ، ولا ضغوط عربية وغربية ، وجهود دبلوماسية مضنية ، ولا معارضة إسرائيلية ، زحزحت نتنياهو عن غطرسته ومراوغاته و تحديه العالم أجمع، اقتحم رفح كاملة بما فيه معبرها الحدودي مع مصر . لا مفاوضات حقيقية بعد مفاوضات الهدنة الثانية التي نجحت بتبادل أسرى وتوقف العمليات العسكرية أثناء عمليات التبادل السابقة فقط . لا يعبأ نتنياهو بفشله أو تعمده تعطيل المفاوضات حتى لا يتم الآفراج عن المحتجزين الصهاينة لدى حماس وعدم جديته ، رغم التنازلات التي قدمتها حماس ، يصعد بفرض تعديلات طالب بها لسبب واحد يقوم على أن الإفراج الكامل عن المحتجزين بالمفاوضات لايهتم به ، لأنه يعني انتهاء شروطه وسينهي الحرب ويفقد السلطة. الحل الأوحد لديه خلق واقع احتلال دائم لغزة ... والتأكيد عن عدم وجود نية حقيقية حتى لتقبل فكرة التوجه إلى الحل السياسي نحو قيام دولة فلسطينية، ضمن حل الدولتين ، ولم يعلن ابدًأ عن قبوله حتى فكرة المبادرة العربية التي تم اقرتها قمة بيروت عام ٢٠٠٢م ... ولم يعبأ نتنياهو بقرار اللجنة الرباعية التي تشكلت من هيئة الأُمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ، والولايات المتحدة و وروسيا وذلك بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية والذي نص على حل الدولتين عام ٢٠٠٢م، ولا بجميع قرارات مجلس الأمن ، ولهذا السبب ظل برئاسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عدا فترات متقطعة ويعود بعدها لإعتماده على اليمين المتشدد ، الذي يعد أهم المنتمين إليه عبر حزب الليكود.  

وباعتقادي لو دمر الضفة الغربية كما عمل بغزة، ولوقتل مليون فلسطيني وعربي ، لن تحرك واشنطن ساكنًأ ، واستطرادًأ حتى لو صدر قرار من مجلس الأمن الدولي بالإجماع ، أو حتى تحت البند السابع، لن تنفذه إسرائيل ، وسيلحق بالقرار ٣٤٣ بوجود نتنياهو أو برئيس وزراء "إسرائيلي" آخر حتى لا يُقابل بمصير اسحاق رابين عندما اقترب من حل بخصوص الجولان السورية قُتل على يد صهيوني متطرف وطويت صفحته.  

جميع الأحزاب والتيارات السياسية الإسرائيلية يمينية أو يسارية ، متدينة أو علمانية أو ليبرالية غير معنية بحل دولتين أو بقيام دولة فلسطينية .  

حرب عربية إسرائيلية لن تقع ؛ مادام أميركا وأوروبا تقف بجانب إسرائيل، بل تعلن وقوفها مع إسرائيل ، والعرب يعلمون انحياز أميركا والغرب لإسرائيل، ويعلمون ان روسيا والصين لن تواجه التحالف الغربي ، ويعلم الإتحاد الأوروبي و روسيا والصين أن العرب يعلمون ذلك .  

وسيظل الحل السياسي الذي يُنهي الاحتلال ، و يُرسي السلام بقرار دولي بعيد المنال ، حتى لو صدر تحت البند السابع سيلحق بالقرار ٢٤٢ عام ١٩٦٧م ... تتوارثه الأجيال ….ويجد قادة إسرائيل بقاء كيانهم بالحرب لا بالسلام ولا يؤمنون بقيام دولة فلسطينية ... تحت حل الدولتين، أو سواه ، ولا حتى أميركا تطرب لأي حل ، ولذلك تتظاهر بدعم حل الدولتين كما هو مفهوم الدولة المستقلة محاطة بمستوطنات ، بل تكتفي بعضوية كاملة بالأمم المتحدة ، وسفارات ، ومطار ، و ميناء ، وقوات امنية، وشرطية، وأسلحة خفيفة، بجوار دولة نووية ، ومصنعة للأسلحة ، وتتفوق نوعيًأ بجميع الأسلحة… فيما الواقع البائس للأسف أن يظل الأمل الموعود بل المؤود يتردد بانتظار إدارة أميركية مغادرة وإدارة أميركية قادمة بعد ظهور انتخابات رئاسية أميركية كل أربعة أعوام ، منذ سبعة وخمسين عامًا ، وسيظل إلى ما شاء الله .  

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
الحقيقة المُرَّة

محرر المحتوى

جمعه الخياط
المدير العام
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق