الكاتب - مشبب بن ناصر المقبل
لا أرحبُّ بالعداواتِ،
ولا أسمحُ لنفسي أن أكونَ طرفًا في مُشاحنةٍ.
هذا ليس لأنِّي غصن زيتون تطير به يمامةُ سلامٍ، ولكنِّي أحاولُ الحِفاظَ على قلبي،
وأترفع عن الإبحار في حُثّالة الوحل،فقلبي نجدٌ رابيةٌ ، وفكري حورٌ في جنةٍ عالية ، وفكري وقلمي وأدبيّ هو الفارس الظافر الأريب ،
والقلب تتفتت نياطهُ من أدنى معركة كلامية، والفهد لايجهز على فريسة عرجاء عجفاء هزيلة هاوية،
يحلق الصقر خالدٌ في النايفات فاذا سمع نعيق الغراب اسود الوجه ، يبتعد ويحلق للقمم العاليات الغاليات ،،
البغضاءُ تشغلُ القلبَ عن لذة الحياة، بل هي قيعان لمياه آسنة لفظتها افرازات مشاحن ْ ، أشغلتهُ تفاهاتْ أذواق عوراء خرساء ،رأت الصراخ والتعدي والتجني طريقهم لإحراق ممالك شيهان حُرْ ترفع وحلق وانفرد بنكهة الغيوم وزخات المطر ،
والأُنس و الحبُّ والهدوء وأنفاس الفجر مع شروق الشمس هي حياة ْ ، وانت أولى بالمكوث بين جنبات أسفار ومحبرة وقلمُ ورّاقْ ،
و مَن نحبُّ هم أحقُّ،
دوائر اهتمامنا الأصيلة أحب إلى ارواحنا من جشاء ارواحهم النتنة ، ومن أعشاش الغربان التي استوطنت بقايا عقولهم المدفونة في سباطات البشر ،
العمر وما أدراك مالعمر ،،
و العمرُ أقصرُ مِن أن نقضيَه في سجالٍ بين الأذى وردِّه ، هي سنين بل ايام بل ساعات بل ثواني ،، انتهت فلسفة العمر !
ويبقى شاهد على قبر يُقال هذا مأوى فلان يرحمه الله،،
والعاقل الحصيف يختارُ معاركَه،وإن أُجبرت على النزال ،
فتخيَّرُ خصمَك،
واحذر أن تجادل سفيه فيعلو شأنه ،
وانتظر دورة الحياة القصيرة ، فهي بارعة في تصفية الحسابات ،
و أنا أجدُ في نفسي عِزَةً وأنفةٌ ، لاترفعُ أحدًا ليكونَ خصمي،أو مجادلي ،
و أجدُ في قلبي اتساعًا وإيماناً ومعاني سامية،يرتوي منه الفئام بل يكفي العالمَ ويفيضُ ،
ولن يبلغ المنصة والتتويج إلا عزيمة فارس ٌ يمتطي صهوة مُهرة مضمرة مُعرَبة الجدود،
فالأحرار يشربون مع أصايل الخيل لإنها لاتشرب إلا من الصافي الأصيل ،
يا أنت ،،
أنت سلطان قلبك ومأواه ، وكل مايعكر صفوك فدوى ووجاء لأبسط مايميزك عن اشباه البشر ،،
إياك أَن تبتلع السُّم ليموت خصمك ،
فتموت ْ أأأنت !