الطلاق ...
كلمة بسيطة ولكن نطقها ليس بالأمر الهين وحدوثه أصعب وأشد على النفس سواء الرجل أو المرأة ولكنه على المرأة أشد وليس من السهل تجاوزه ، قد يعتقد البعض أن الرجل لا يتأثر ولكن الرجل شخصيته تفرض عليه إخفاء ما بداخله كما خلقه الله رب العالمين فليس من السهل عليه إظهار ضعفه لأحد ولكن وللأسف لابد أن يكون هناك ضحايا هذا الأمر وهم الأبناء , فماذنبهم ليدفعوا ثمن أخطاء الآباء والأمهات ؟ وما ذنبهم ليدفعوا ثمن الإختيار الخاطئ من قبل الرجل أو المرأة ؟ وما ذنبهم ليدفعوا ثمن أفعال وتصرفات قاسية ولكنها من وجهة نظر الرجل صحيحة ؟ من المحزن جداً أن يعيش الأطفال هذه الحياة .
ولآثاره النفسية على الرجل والمرأة وأثره أقوى على الأطفال فقد أمرنا ديننا أن نتأنى قبل وقوعه وكما ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ) لا أحد يستطيع إنكار أنه حلال في حالات معينة ولكنه أبغض الحلال ولكن للأسف يظل الرجل معتقداً أنه على حق دائماً ولا يرى الجوانب الأخرى ولا التأثير السلبي لزوجته واطفاله .
يعتقد أنه عندما سيتزوج ستكون جيدة في نظره وتهتم بأطفاله كوالدتهم ولكنه مُخطئ فالطفل لا يريد إلا والدته مهما فعلت ومهما قصرت في بعض الأحيان بدون قصد تظل هي الأمان بالنسبة لأطفالها ويظلون يبحثون عنها مهما حاول والدهم إبعادهم عنها وستظل هي الحنان الذي لا يضاهيه أي شيء .
عندما يقرر الرجل الزواج عليه أن يكون أهلا لهذا الصرح فليس كل رجل يصلح أن يكون أباً وكذلك المرأة عندما تقرر أن تختار زوجاً عليها أن تحسن الإختيار فتختار أباً جيداً قبل أن تبحث عن الزواج لمجرد أن تتخلص من مصطلح (عانس) ولا يعلم البعض أن هذا المصطلح أفضل من أن تعيش حياة لا تشبهها وقد تتعب فيها كثيراً ولا تحس بطعم السعادة وتكبر المعاناة عندما يأتي الأطفال فتقف حائرة بين خيارين كلاهما صعب إما أن تبقى وتتحمل لأجلهم أو ترحل تاركة وراءها أطفال لا ذنب لهم سوى أنها قررت أن تحمل , صحيح أن الزواج ( قسمة ونصيب) ولكن الطلاق إختيار وقرار ولكل شيء سبب .
في النهاية كل شخص سيأخذ نصيبه من هذه الحياة ولكن على إختياراتنا أن تكون صحيحة وعقلانية
فالزواج جميل وليس بالسوء الذي يراه البعض .
الكاتبة/ دعاء بيك