الإنحدار الأخلاقي كارثة تُهدد المجتمعات .

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

الإنحدار الأخلاقي كارثة تُهدد المجتمعات .


الكاتب / سامي اورنس الشعلان 


إنَّ انعدام الأخلاق هو مشكلة كبيرة في المجتمعات الحديثة، والتي تتسبب في الكثير من المشاكل والتحديات التي تواجهها البشرية. ويمكن تعريف الأخلاق بأنها مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم سلوك الإنسان وتوجهه نحو الصواب والخير، وتساعده على اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة في المواقف المختلفة.
إنَّ الأخلاق تلعب دوراً هاماً في بناء المجتمعات السليمة، وتحقيق التوازن والإستقرار فيها، وتعمل على تعزيز العدالة والمساواة بين أفرادها. ومع ذلك، فإنَّ العديد من المجتمعات تعاني من انعدام الأخلاق، حيث يتم تجاهل القيم والمبادئ الأخلاقية والتصرفات غير الأخلاقية لتصبح شائعة ومقبولة.
ومن أبرز آثار انعدام الأخلاق في المجتمعات، نجد ارتفاع معدلات الجريمة والعنف والفساد، وادمان المخدرات وتدهور القيم الأخلاقية والعلاقات الإجتماعية، وتفشي الظواهر السلبية مثل الإنحراف السلوكي والجنسي والتعاطف مع الظلم والفساد ، وانعدام الثقة بين الناس وتفكك الأسرة والمجتمع.
لذلك، يجب العمل على تعزيز الأخلاق في المجتمعات، وترسيخ القيم الأخلاقية في الفرد والمجتمع على حد سواء، وتقديم التربية الأخلاقية منذ الصغر، لأنه بذلك يمكن تكوين جيل جديد  يتمتعون بالأخلاق والقيم الحميدة ، وينشرونها في المجتمعات التي يعيشون فيها وزرع روح العدالة والمساواة والتسامح والإحترام المتبادل بين الناس، وأيضا تنظيم الأنشطة والفعاليات التي تثبت الأخلاق وتحث على السلوك والتعاون والتضامن بين الأفراد، وتطوير وتنفيذ السياسات والبرامج الحكومية والإجتماعية التي  تنمي الأخلاق وتحميها .
كما ينبغي أن يتحمل كل فرد مسؤوليته الشخصية في أخلاقه وسلوكياته الحميدة ، والإلتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية في حياته اليومية، والإمتناع عن السلوكيات غير الأخلاقية والتصرفات الضارة بالمجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الحكومات والمؤسسات الإجتماعية والإعلامية أن تلعب دوراً هاماً في ترسية الأخلاق في المجتمعات، وذلك عن طريق إنشاء السياسات والبرامج التي تعزز الأخلاق وتحميها، وتشجيع الأفكار والمبادئ الأخلاقية في وسائل الإعلام والترفيه والتعليم، وتوفير الدعم والمساعدة للأفراد الذين يعانون من انعدام الأخلاق والتصرفات غير الأخلاقية.
 الأخلاق جزءٌ لا يتجزأ من الحياة الإنسانية، وتلعب دورًا حيويًا في بناء المجتمعات السليمة والحضارات المتقدمة. وبالرغم من أن الأخلاق تختلف من مجتمع إلى آخر، فإنها تتشارك في العديد من القيم الأساسية.
إن الدين الإسلامي رسخ في تعاليمه الأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية العالية، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من تعاليمه الدينية. ومن أهم هذه الأخلاق والقيم الإحسان ،الصدق ، العفة ، الأمانة، الرحمة والعدل ويؤكد الإسلام على أن هذه الأخلاق والقيم بأنها من عبادة الله الخالصة ، وأن الإنسان لا يستطيع تحقيق سعادته في الدنيا والآخرة إلا بالالتزام بهذه الأخلاق والقيم، وبتحقيق التوازن بين العبادة والأخلاق، وبالتزام الإنسان بما يرضي الله تعالى في تعاملاته مع الآخرين وفي حياته اليومية.
لذلك قال الرسول ﷺ: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق»ومن الجدير بالذكر أنَّ الأخلاق لا تقتصر فقط على السلوك الفردي، بل تشمل أيضًا السلوك الجماعي والتفاعل بين الأفراد والمجتمعات والدول. ولذلك، يجب تعزيز الأخلاق في كل مجالات الحياة الإنسانية، سواء كانت الأسرة، أو المدرسة، أو العمل، أو المجتمعات المحلية والدولية . ويتطلب ذلك التركيز على تعزيز القيم الأخلاقية الجوهرية، وتحفيز الناس على السلوك الحميد والتعاون والتضامن، وتحثهم على الإحترام المتبادل والتسامح والتفاهم.
ويجب على الجميع أن يدركوا أنَّ الأخلاق ليست مجرد موضوع نظري، بل هي أساس الحياة الإنسانية وجوهر الحضارة. 
وإن وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية، قد ساعدت في نشر الانحلال الأخلاقي في بعض الأحيان كما أن في وقتنا الحالي يستخدم الكثيرون وسائل التواصل الإجتماعي بشكل يومي للتواصل مع الآخرين، ومشاركة الأفكار والآراء والمعلومات ومع ذلك يمكن أن يؤدي استخدام هذه الوسائل بطرق غير مسؤولة إلى نشر الإنحلال الأخلاقي وتأثيره على المجتمعات على سبيل المثال، يستخدم بعض الأفراد وسائل التواصل الإجتماعي لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة التضليلية ونشر المواد الإباحيه، مما يؤدي إلى خلق بيئة غير صحية وتأثير سلبي على المجتمع . كما يمكن أن يؤدي تعرض الأفراد للتحرش أو الإيذاء النفسي عبر وسائل التواصل الإجتماعي إلى تأثير سلبي على الصحة النفسية والعاطفية لهم.
وفي النهاية، يجب على الجميع أن يدركوا أنَّ تعزيز الأخلاق في المجتمعات يعد مسؤولية مشتركة، ويتطلب التزامًا جادًا وإرادة قوية لتحقيقه. وبالعمل معًا والإلتزام بالدين الإسلامي وبالقيم الأخلاقية والمبادئ الحميدة ، يمكننا بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وتنميةً وتعاونًا وتضامنًا، وتحقيق العدالة والمساواة والسلام والرفاهية لجميع أفراد المجتمع .


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  281 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة