لماذا جعلوا منك منافقاً ..

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

لماذا جعلوا منك منافقاً ..


الكاتب / محمد منصور


يفصل بين النفاق الاجتماعي والمجاملة شعرة دقيقة يصعب احياناً التفريق بينهما .. إلا أن المنافق الإجتماعي يتصف بصفة الهشاشة النفسية الواضحة على تصرفاته عكس الشخص المُجامِل الذي غالبا ينجو منها !!!
دعونا نتأمل قليلاً ونبحث في السبب الذي بسببه خضعت مجتمعاتنا لوطئة هذه الآفة البغيضة ؟
حقيقةً أسبابها كثيرة ومتعددة وتتميز بتشابكها وتعقيدها إلا أنني هنا سأحاول الوصول معكم إلى سبب أزعم أنه ذو أهمية في تفشيها وللأسف !! وغالباً ما يكون من صنعنا كآباء أو حتى مربيين أو حتى قدوات مجتمعية يتمثل في عدم تقبل الرأي المختلف معنا وعدم استيعاب نعمة الاختلاف التي منحنا الله إياها  .. فلو تمعنا في مفهوم الولادة وخروج المولود المختلف ( الفرع )عن والديه  (الأصل ) لوجدنا أن هذا بمثابة إعلان صريح عن حقيقة وجود الإختلاف بيننا !!!
نختلف لنتعارف وكذلك اختلفنا لنتآلف حتى اختلافنا مع أنفسنا بجزأيها اللوام والمطمئن ما هو إلا مساعدة على اتخاذ قرار صحيح قد يقودنا للنجاة .. فلولا اختلاف حركة اتجاه أقدامنا  لما تقدمنا ولا مشينا !!
فعند عدم تفهمنا  لآراء أبنائنا وكذلك عدم تقبل وجهات نظرهم وتفهم توجهاتهم وقمع اعتراضاتهم فإن كل ذلك ما هو إلا آلية واستراتيجية مؤداها صنع وخلق جيل من المنافقين الاجتماعيين بامتياز نتيجة خوفهم من العقاب الذي قد نطبقه عليهم فنفقد  بذلك صراحتهم معنا ونذيب جدار الثقة الذي يفترض أن نبنيه معهم فيترتب على ذلك مخاطر عظيمة غالباً ستطالهم فقد يتعرضون للتنمر الذي قد يرتقي للإبتزاز العاطفي أو حتى الجسدي وسيتطور معهم هذا النفاق إلى أن يصبح صفة اجتماعية مصاحبة لهم في حياتهم وبالتالي يُورِثُونها لأبنائهم  ..
وعلى النقيض لو تقبلنا  آراؤهم وآمنا باختلافهم (طالما أنه لا يخالف ثابتاً صريحاً متفقا عليه ) فسنتسلل إلى قلوبهم وسنبحر في تفاصيلهم ونفهم سياق حياتهم وسيشعرون بالراحة في قربهم لنا وبهذا سنطمئن علي سير حياتهم وصحة خياراتهم .. وعموماً يتوجب علينا أن لا ننزعج من عدم تفهم الآخرين لاختلافنا معهم فلهم عقولهم وتجاربهم وخلفياتهم التي شكلت مفاهيمهم وقناعاتهم التي يجب أن نتفهمها كما نحب أن يتفهموا  اختلافاتنا معهم أيضاً ويجب أن لا نقلق من ذلك فوجهات نظرنا الصحيحة القوية سيرجحها المنطق يوماً ما ..
واخيرا فإن صُنع المنافق الاجتماعي ظاهرة ملموسة تنخر صدق علاقاتنا المجتمعية وشفافيتنا التلقائية يضخمها الجهل بفقه الإختلاف الذي قد أقره الله سبحانه حتى في العقائد !!!وبكلمة قد سبقت …
قال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  374 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة