اعرف قيمتك

ضع نفسك في المكان المناسب
من المؤكد أنك سمعت يوما عن قصة الأب الذي أعطى لأبنه ساعة وقال له هذه ساعة جد جد جدك عمرها أكتر من 200 عام، لكن قبل أن أعطيك إياها اذهب لمحل الساعات في أول الشارع، وقل له أريد بيعها ، وانظر كم سعرها .. ذهب ثم عاد لأبيه، وقال : الساعاتي دفع فيها 5 دولارات لأنها قديمة ، قال له اذهب إلى محل الأنتيكات... ذهب ثم عاد ، وقال : دفع فيها 5 ألاف دولار .. قال الأب : اذهب إلى المتحف واعرض الساعة للبيع ، ذهب ثم عاد، وقال لأبيه : أحضروا خبيراً وقيمها، وعرضوا عليّ مليون دولار مقابل هذه القطعة، قال الأب : أردت أن أعلمك إن المكان الصحيح يقدر قيمتك بشكل صحيح.
أو ربما يوما ما ذهبت لشراء قميص من محل شهرته ليست كبيرة ستجده بسعر بسيط، على عكس سعر نفس القميص في محل من المحلات الشهيرة، فكل شيء تختلف قيمته باختلاف مكانه ووضعه.
وبالنسبة للإنسان ذاته تختلف قيمته باختلاف مكانته بين الآخرين وما يمثله لهم، فدائما هناك سعي من أجل تحقيق المكانة العالية أو اكتسابها وليس العكس فمصدر متعة الإنسان هي المكانة المتميزة لأنها تُرضي غروره و ترضي من حوله، وإحراز المكانة العالية بين الآخرين كما أن هذا يتم بصعوبة و تغييرها يكون صعباً .. ويتطلب تحقيقها قدرات خاصة من الذكاء والخبرة، بالإضافة إلى أن المظهر والشكل من الملابس ومكان السكن له تأثير في اكتساب الفرد لمكانته العالية بالمثل.
فالإنسان منذ ولادته يُشغل مكانة اجتماعية وبمرور السنوات واحدة بعد الأخرى يكتسب المزيد من المكانات أو المنازل فى مجتمعه، حيث أن المجتمع يميل بالأكثر إلى تقدير الناس لما يفعلونه أو لما يمتلكونه وليس كثيرًا لما هم عليه، فيتم التعرف على العلماء العظماء ورجال الأعمال والسياسيين والفنانين و يتم منحهم مكانة معينة بفضل إنجازاتهم و سلطتهم وأموالهم و تأثيرهم، من بين أمور أخرى، فلا تضع نفسك بالمكان الخاطئ وتغضب إذا لم يقدروك. من يعرف قيمتك هو من يقدرك، فلا تبق بمكان لا يليق بك، فعليك أن تدرك قيمتك و تكف عن إهدار نفسك في كل مكان غير مناسب لك ويقلل من قيمتك.
و كما ذكرنا من قبل أن العلماء ورجال الأعمال لهم قيمة كبيرة بين المجتمعات فكي تكون ذو قيمة وتضع نفسك في المكان المناسب والذي يزيد من قيمة ذاتك عليك أن تعمل بجد واجتهاد ، بحيث تعرف مكانك الصحيح الذي تستطيع أن تُنجز وتُبدع وتُطور به، فلكل شخص قدرات وخبرات محددة تؤهله للأبداع في مجال أو عمل محدد، وهذا الأمر لا تستطيع أن تأخذ فيه المشورة من الآخرين، لأنه وببساطة البعض لا يعطيك تقديرك الصحيح وعلى هذا الأساس يجب عليك أن تعرف مكامن القدرات والملكات الجميلة التي بداخلك والتي تجعلك مبدعا، وهذا يأتي من الاطلاع الكثير والجد.
من المهم أيضا أن تحدد أدوارك في الحياة ولا تعتقد بأنك غير مهم، وأنك لا تضيف شيئا للحياة، اكتشف أهم دور يمكن أن تؤديه وأهم مهارة يمكن أن تتقنها وحاول أن تستثمرها بأن تمارسها، فمن هذه النقطة ستحصل على قيمتك على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي والمهني، فالتركيز على جوانب التميز فيك يجعل منك إنسانا متميزا و فريدا، ويُشعر الآخرين بأنك مميز.

الكاتب / طارق محمود نواب

اعلامي بشبكة نادي الصحافة

عضو جمعية اعلاميون

عضو هيئة الصحفيين السعوديين