فرض التحضر على الشعوب

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

فرض التحضر على الشعوب


الكاتب / سامي اورنس الشعلان

مقوله لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله (أن من يعتقد أن الكتاب والسنة عائق للتطور أو التقدم فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن).
يدعي بعض المشككين أن الإسلام دين جامد لا يتفاعل مع الحضارة الحديثة، فلا مناص من نبذه إذا أردنا أن نلحق بركب الحضارة المُندفع. ويرمون من وراء ذلك إلى إقصاء الإسلام بعيدا عن الحياة والتطور الحضاري.
جاء الإسلام إلى العالم برسالة حضارية متميزة عن غيرها، مما يثبت أنه لا يعادي الحضارة بمفهومها الصحيح . إن معرفة ماهية الإسلام وأصوله تؤكد أنه دين المدنية والتقدم العلمي، ولا يقف في وجه التطور والتجديد المحمود النافع ، وينهى عن التحجر والجمود، ويذم التقليد والاتباع الأعمى.
بداية لا بد من تحديد المقصود بالحضارة عند هؤلاء الزاعمين، وما إذا كان للإسلام حضارة أم لا.
فإذا قصد هؤلاء بالحضارة اللعب في الشهوات، ونشر الفواحش والرذائل، والاعتداء على حقوق الغير وحرياته، ونسيان الجانب الروحي في الإنسان، وعدم التقيد بأية ضوابط أخلاقية أو دينية، فإن الإسلام قطعا يقف في وجه هذه الحضارة ، ويجمد معها فلا يتفاعل ، ذلك أن "الحضارة تتركب من النظرة المتوازنة للروح والجسد ، والكم ، والكيف ، والغاية والوسيلة ، فإذا اختل التوازن في جانب واحد اختلت الحضارة ، وقد سقطت الحضارة الغربية حين فقدت معنى الروح ، فهي تجد نفسها بدورها على حافة الهاوية .
لقد تميزت الرسالة الحضارية للإسلام بأنها تستطيع أن تُقدم للإنسان الإيمان، ولا تسلبه العلم ، وتعطيه الدين ، ولا تُحرِم عليه الدنيا ، وتصله بالسماء ، ولا تمنعه من عمارة الأرض ، وتمنحه نور الوحي ، ولا تحرمه نور العقل ، وتُقوِي صلته بالخالق ، ولا تقطعه عن الخلق .
ومن أبرز ما يتجلى فيه التكامل الإسلامي تكامل العلم والإيمان ، فمن فضل الله علينا نحن المسلمين أن ديننا لا يضيق بالدعوة إلى العلم والتقدم ، كما قد توهم الذين لا يعرفون الإسلام ، ويريدون أن يُجرُوا عليه ما جرى على الأديان الأخرى .
نحن نعتبر التقدم العلمي وما يثمره في الحياة من استخدامات تكنولوجية نافعة - تُيسّر على الإنسان حياته ، وتوفر عليه جهده البدني والعقلي - عبادة بالنسبة للفرد المسلم ، يتقرب بمعرفتها وإتقانها إلى ربه ، كما يتقرب بالصلاة والصيام .
هذه هي الرسالة الحضارية التي جاء بها الإسلام ، وكلف بتبليغها المسلمون ، تثبت أن الإسلام لا يعادي الحضارة بمفهومها الصحيح ، بل يدعو إليها إذا كانت هي العلم والتقدم ، والرقي بالإنسان جسما وروحا، وتتميز على سائر الحضارات بالتوازن والوسطية والتكامل .
إن معرفة ماهية الإسلام وأصوله تؤكد أنه دين يدعو إلى التطور والتجديد ، وينهى عن التحجر والجمود ، فكان على هؤلاء الزاعمين أن يعرفوا ماهية الإسلام ، وكنه الأصول التي يقوم عليها ، وحقيقة الغرض الذي يرمي إليه من قيادة النفوس في معمعة التطورات العقلية والاجتماعية .
إن المجتمعات العربية والإسلامية هي مجتمعات منفتحة وتحترم كافة المجتمعات الأخرى ، لكنها في ذات الوقت لا تقبل فرض أي قيم وأفكار بالقوة المباشرة أو غير المباشرة .


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

1  428 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة