بيع الحمار ياعلي ..!!

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

بيع الحمار ياعلي ..!!

 

‏Spend your money on the things money can buy. Spend your time on 
‏the things money can’t buy 

هذه العبارة العميقة وللغاية للكاتب الياباني المميز (هاروكي موراكامي ) والتي يقول فيها : 
أنفِق أموالك على الأشياء التي يمكن أن يشتريها المال واقضِ وقتَك على الأشياء التي لا يمكن للمال شراءها , سبقته للفكرة فيها الفنانة سميرة توفيق - شفاها الله وعافاها - عندما كانت تُخاطب ذاك المُسمى ( علي ) وتقول له :
بيع الجمل ياعلي 
واشتري مهرٍ إلي ..

ولكن لو تجاوزنا هذا المعنى البسيط إلى معنى أعمق , فسنستدعي قصة تاريخية مُلفقة ومكذوبة لكنها بلغت شهرة كبيرة للغاية , بطلها أقوى رجالات الأندلس على الاطلاق : 
محمد بن أبي عامر الملقب بـ ( الحاجب المنصور ) , فتروي هذه القصة المُختلقة أن الحاجب المنصور كان في بداية حياته ( حمّاراً ) يحمل الناس والبضائع في السوق , وكان له رفيقان يعيشان معه ويعملان معه بنفس المهنة , وفي يوم من الأيام وعند رجوعهم من يوم عملٍ شاق , جلس يتسامر مع صديقيه فقال لهما :
 إذا أصبحت حاكم الأندلس , ماهي أمنية كل منكما التي يرغب أن أحققها له .. ؟ ضحكا وقال الأول : 
أريدك أن تعطيني قصراً منيفاً وجوارٍ حسان وكذا من المال ... , أما الآخر فقال له : إذا أصبحت حاكماً على الأندلس , أتمنى أن تأمر بي فأحمَلُ على حمار ووجهي إلى مؤخرة الحمار وأن يدار بي في أنحاء المدينة وأن يقال : أحمق كذاب لايباع ولا يشترى منه .. 
ضحكوا وانصرفوا , وجلس هو يفكر ويقول في نفسه : لن أحقق حلمي مادمت حمَاراً , فالخطوة ألأولى هي أن أبيع هذا الحمار ولا ارتبط به بعد اليوم , كي يكون عندي دافعٌ للبحث عن خطوات تُحقق لي أحلامي أو بعضاً منها على الأقل .., وفعلاً باع الحمار والتحق بالجندية وبدأت مسيرته نحو تحقيق أحلامه العظيمة ..!!

هذه القصة وإن كانت غير صحيحة إلا أنها تحمل فكرة عميقة للغاية , ففعلاً - في كثير من الأحيان - ارتباطنا ببعض الأمور وخوفنا من التخلي عنها والبحث عن بديل لها , إما خوفاً أو عدم رغبة في التغيير أو تمسكاً بدائرة الراحة , هو مايمنع تقدمنا نحو تحقيق أهدافنا ..!! وهو مايجعلنا ندور حتمياً في فلك هذا الارتباط ولا نخرج عنه مُطلقاً ..!!

قد يكون حمار الحاجب المنصور - والذي نصرُ على الارتباط السلبي به - هو طريقة تفكير أو وظيفة أو مهنة أو علاقة أو شخص أو مكان ...... إلخ , ولكن - وللأمانة - فمعرفة الحمار ليس بالأمر السهل والتخلي عنه ليس قراراً بسيطاً , وقد يكون له من المخاطر والسلبيات أضعاف ماله من منافع وإيجابيات , ومن أجل هذا قبل أن نتخذ أي خطوة في هذا الاتجاه أن نُحدد وبدقة بالغة حمارنا المنشود وأن نرسم خطة حكيمة وعقلانية ومنطقية للتخلص منه , وأن لانتحرك إلا على أرض ثابتة , ولكن هذا لايعني الخوف والتردد مُطلقاً ..!!

فبيع الحمار ياعلي ..
على الرغم من أن علياً الذي كانت ترجوه الفنانة سميرة توفيق بأن يبيع جمله , والذي كان محط حقد كثير من شباب جيله , فكيف ترجوك الفاتنة ذات الغمزة الفاتكة والتي تصرع أشرس الرجال وأشدهم , ( ويروى - من باب الدعابة - أنها بغمزة واحدة منها قد ( سدحت ) خمسة رجالٍ دفعة واحدة وسقطوا مغشيا عليهم من على كرسي قهوة ( بشيبش ) في جدة  ..!! ) , قد رفض أن يبيع جمله , ولا أظن أن علياً رفض بيع جمله بسبب أن سميرة كانت مسيحية , فالرجال عند هذه النقطة تحديداً مؤمنون بشدة بحوار الأديان وتسامحها وتقاربها . ولكني أظن أن علياً قد رفض ذلك لأن سميرة قد تمادت في طلبها كثيراً , فهي لم تكتفِ بالجمل بل تعدته فقالت :
يا علي بيع الجمل , بيع النعجة والحمل
يا علي بيع الجِمال , قبل ما يضيع الجَمال
واهدي بويه ذهب ومال , واشتريني يا علي ..


الكاتب / أحمد سليمان النجار


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  555 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة