مجرد أقاويل

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

شبكة نادي الصحافة السعودي 

الكاتبة-إيمان الشاكوشي

مجردأقاويل !!! 


ظاهرة انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي الإلكترونية تجسدت في القرارات والمنشورات والرسومات والمقاطع الساخرة التي تمس المرأةالسعودية وتسخر منها وتقلل من شأنها  . وذلك عند إصدار أي قرار يخص المرأة لخدمة وتنظيم أمورها الحياتية

بعد انتظار طويل وكثير من المعاناة جاء قرار الرحمة من قيادة واعية لمست حاجات النساء وتفهمت أمورهن ومصالحهن وأعادت الأمور إلى نصابها، فكانت السعادة والفرحة لنساء المملكة، وقد طال انتظارها.


استوقفني رأي لرجل حيثُ قال: "المرأة تقود السيارة!! المرأة تسافر بلا ولي أمر!!! ماذا ننتظر بعد من المرأة غير أنها تصير رجلاً؟ الله يستر منهن. ويتابع قوله لي أنا وزميلتي: " لقد تم نشر صورة مرسومة .
وكان المشهد في الصورة  كالآتي :
 سيدة تقود السيارة وبجانبها رجل أُغْلِق على طرف ثوبه باب السيارة، وتابع قوله:" إن الأدوار انقلبت الله يستر منكن "وحضر إلى ذهني والرجل يحكي "مقولة "إن الصورة تعبر عن ألف كلمة" ورأي أن الرجل أخذ  يعبر عن أراء لشريحة معينة من الرجال وقد تكون مشاهدته لتلك الرسمة الساخرة  تركت له أثر سلبي 
وإنقلبت من نكتة إلى أثر نفسي تزيده حيرة وليس لها من وجهة نظري إلا تفسير واحد وهو إبعاد المسافة بين الرجل والمرأة ونشر الفرقة وتعميق الفجوة بينهما 

 هل سيظل أرسال المقاطع الساخرة والمنشورات  كابوساً يلاحق  المرآة عند كل قرار  يصدر لصالحها

وأُوجه ندائي إلى من يرسل المنشورات والصور بغرض السخرية:" هلّا تنظر إلى المرأة نظرة رحمة! وتشاركها معاناتها! فكثير من الرجال يتحمّلون مسؤولية الأطفال  وتنظيم أمورهم  وإيصالهم وإعادتهم من مدارسهم وتلبيةكل ما يحتاجونه من توصيل. هل فكرت في الأرملة والمطلقة أليس عندها  أولاد آيضاً مثلك وتريد أن  تحافظ عليهم سيركبون السيارة مع. سائق غريب ولاتدري هل وضعتهم في يد أمينة؟ 
وتبادر إلى نفسي سؤال : ما الغرض من وراء كل ذلك؟ أليس الغرض هو نشر ثقافة الكراهية وزيادة الحساسية بينهما!
    ​ولأنه لم يفلح بعض المعارضين على إيقاف تلك القرارات، دخلوا لنا بطريقة خافية ملتوية عند إصدار قرار قيادة المرأة للسيارة، وطريقتهم كالاتي إرسال منشورات لصور ومقاطع ساخرة تحول صورةالمرأة إلى مسيطرة أو غير مؤهلة، وإرسال مقاطع عن حوادث سيارات تقودها المرأة تجعل الرجل في ذعر منها، يخاف أن يقابلها في الطريق وتصدم سيارته،وتكاد  تنشب حرب نفسية بين الطرفين يسودها الخوف وعدم الأمان والحذر منهن.
    ​وفي الحقيقة أننا قد ضقنا ذرعاً بتلك المنشورات والمقاطع السيئة لآنها تهيئ بيئة خصبة لنشر الذعر وبث الحقد والكراهية بين الطرفين مرجعه الخوف من قيادة المرأة وكأنها مُهلِكة البشرية مسببةٌ الكوارث و حوادث الطرق.  
    ​بعض الرجال مثقفون، ويتفهمون معاناة النساء، والبعض الآخر يعتبر هذه المنشورات أنها تمثل الواقع في خيالاته ولا يعي أن الغرض منها تشويه صورة المرأة ولا تستحق هذه القرارات الحكيمة.
    ​ولذلك اسمحوا لي أن أعرض رأيي ومناقشة هذا الأمر. أليس هناك فئة من النساء تحتاج لهذه القرارات؟ أليس منهن من لا زوج لها ولا مُعيل؟ أليست قيادة المرأة للسيارة خيراً لها من وجود السائق الغريب؟ وفي الشريعة الإسلامية السمحة تعلمنا حديث الرسول  " لا يخلونّ رجلٌ بامرأة إلّا كان ثالثهما الشيطان) أتريد لها أن تركب مع السائق هذا أو ذاك لقضاء حوائجها، وحوائج أهلها دون مُحرِم؟ وقد تكون هي العائل الوحيد لأبنائها فتخرج إلى العمل للحاجة فكان قرار القيادةللحفاظ عليها
وصيآنتها من الضروريات.
    ​ومن ثَمّ تعالوا معي نناقش قرار سفر المرأة دون ولي أمر. ألم تعلم أيها المعارض الساخر( من بعض الرجال ) أن بعض النساء لا يوجد لديهن ولي أمرٍ؟ فماذا تفعل عندما تضطر للسفر لأداء عمل ما قد طُلِب منها أو السفر للدراسة خارج المملكة أو للعلاج؟! أو إذا كانت مطلقة أو أرملة أو كانت وحيدة والديها وتُوفّيَ والدها، فأين ولي الأمر الذي يصرح لها بالسفر؟
    ​قف هنا، واعلم يا مَن ينشر المنشورات الخبيثة وصوراً وفيديوهات تشوه صورة المرأة، أن المرأة لم ولن تنسلخ من عباءة أنوثتها، يامن يلقي الاتهامات . المرأة مع هذه القرارات الحكيمة هي الأنثى والزوجة والأم، وقد نالت قراراً من حقها لتتدبر أمور حياتها.
    ​ولا نذهب بعيداً فالإسلام شرع حقوق المرأة التي كانت تفتقدها في الجاهلية قبل بزوغ الإسلام، ولم يسخر السلف الصالح في ذلك العصر منهن فكان لها شأن وتقدير واحترام لحقوقها المعطاة لهنّ.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول:" شر البلية  من يدبر الشائعات  من دون تفكير ولايعي أنها قرارات سامية منصفة تضاف إلى حقوق المرآة  " " وشر الآراء أجهلها 
وسؤالي هل ستختفي كل المقاطع والأقاويل الساخرة التي تُنشر عن  المرأة مع كل  قرار جديد ينصفها وهل اتضحت الصورة ؟


ايمان محمد ايمان محمد
محررة وناشرة

مديرة تحرير القسم النسائي بجدة

0  969 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة