شبكة نادي الصحافة السعودي
تغير العالم منذ بداية ظهور الإنترنت وأصبح هناك الكثير من الأشياء الممكنة بعد أن كانت صعبة أو مستحيلة، ونحن نقضي الكثير من الوقت على شبكة الإنترنت ما بين المواقع المختلفة، أخبار ، صور، ألعاب، معلومات، وغيرها الكثير مما يعطينا عادة ما نحتاجه في وقت قصير دون الحاجة للعودة إلى كتب أو مراجع..
لقد بدأت فكرة الإنترنت منذ عام ١٩٥٠، وتم الإستمرار في تطويرها حتى ظهرت فعلياً في بدايات التسعينات من القرن الماضي، وقد تم تسويق الشبكة تجارياً في العام ١٩٩٥، تحديداً بعد إزالة كل القيود لتصبح متاحة لكل المستخدمين.
فماذا يحدث إذا اختفت هذه الشبكة بعد ما بنيت عليها الكثير من الاعمال والمنتجات وبعد أن غيرت العالم؟!
لنتخيل معاً ، كيف سيكون الحال ؟.
لو خاض كلاً منّا تجربة إعتزال الإنترنت بهدف معرفة الأثر الذي تركه علينا على مر السنين، و فصلنا الإنترنت واغلقنا الواي فاي واستبدلنا الهاتف الذكي بأحد الهواتف الثابتة.
سنتوقف لمراجعة أنفسنا في عدة أمور لم نكن نجد لها وقت سابقاً، ونتأمل الأحداث التي مرت علينا بهدوء وروية ، وستصبح حياتنا مليئة بالأحداث والصدف، اجتماعات حقيقية وبكامل وعينا، بعيداً عن النصف غيبوبة وبصفاء ذهن، ونستمتع بقراءة الكتب والروايات ، ونجد وقت أكبر للقيام بأعمالنا بإتقان ، وستتحسن صحتنا، ونظرنا، وسينخفض معدل السمنة ، وستقل المشاكل بين الأزواج ونحد من الغيرة والحسد والحقد الذي ينشأ من خلال التصوير الغير هادف ، وسنجد وقت للحوار مع أسرنا وحل مشاكلهم وسوف نقوم بزيارة المرضى فنؤجر بدلاً من إرسال رسالة نصية ، سننعم بجو من التآلف والود والتقارب بين أفراد المجتمع ، أشياء كثيرة سوف تتغير في حياتنا الإجتماعية للأفضل وبالتالي نجد أن ترك الإنترنت يؤدي إلى العودة للحياة الطبيعية والصحية أيضاً، ويمنح الوقت لممارسة المزيد من الهوايات والأنشطة، وذلك لأن الإنترنت يقتل الوقت قتلاً، فحين تدخل على حاسبك أو جوالك ، لترى صورة أو ترد على رسالة، تجد نفسك وقد اندمجت في مواقع التواصل الإجتماعي ، وتنسى الوقت مع الصور والأحداث والأخبار المختلفة لتجد أنك قد ضيعت ساعات بدلاً من الخمس دقائق التي تحتاجها للرد على الرسالة؟!!
فإذا اختفى الإنترنت ستجد الكثير من الوقت لعمل أشياء كنت تؤجلها وستجد وقت أكبر لنفسك ولأسرتك!
إن الشبكات الإجتماعية تجعلنا نقيم علاقات وهمية حتى مع من نعرفهم على أرض الواقع! فتجد هذه تبارك لصديقتها على فيسبوك أو تويتر، وهذا يرسل بريد الكتروني بكارت تهنئة ليوم ميلاد أخته، وآخر يقوم بواجب العزاء عن طريق كتابة تعليق على الخبر ، فبدلاً من زيادة الأواصر والعلاقات بين الأهل والأصدقاء، ساهمت الشبكات -الغير اجتماعية!- في تفكيك هذه الروابط وتجاهل الكثير من الواجبات المهمة تجاه أفراد العائلة والأصدقاء.
وبالتالي فإن اختفاء هذه الشبكة سيؤدي إلى زيادة الروابط والعودة إلى أداء الواجب تجاه الغير بالطرق الطبيعية والأكثر تأثيراً وأهمية.
كذلك تعودنا منذ استخدامنا للإنترنت الحصول على المعلومة السهلة السريعة، ولكن إذا اختفت الشبكة من الوجود سوف نعود للكتب الثمينة التي تعطي المعلومة الدائمة والمفيدة والتي تبقى في صدورنا وتزيد رصيدنا من المعلومات فتنير عقولنا حقاً، لأننا لم نحصل عليها بسهولة فلقد تعبنا كثيراً لنجدها.
مع كل هذا وذاك فلا شك أن الإنترنت له إيجابيات و فوائد عديدة فنحن لا نستطيع الإستغناء عنه ولاسيما وأننا أصبحنا نعتمد عليه كثيراً وفي عدة مجالات .
١- إن الإنترنت جعل من السهل جداً أن تتواصل مع أقاربك أو أصدقائك أو حتى تتعرف على آخرين تفصلك عنهم آلاف الأميال بلا تكلفة تذكر.
وبالتأكيد اختفاء الشبكة سيؤدي إلى زيادة تكلفة الإتصالات بشكل كبير والعودة إلى أوائل التسعينات من القرن الماضي حيث كانت السنترالات هي السبيل الوحيد للحديث إلى أقربائك المسافرين، أو تتحمل تكلفة الخدمة الدولية باهظة الزمن على هاتف منزلك!
٢- تأثر الكثير من الأعمال وفقدان الوظائف، بالتأكيد سيتأثر عالم الأعمال بشكل كبير جداً، فمعظم الشركات تعتمد حالياً على الإنترنت في أداء وظائفها وصفقاتها بل وحتى في التواصل مع موظفيها وبينهم.
وهناك شركات تعتمد في الأساس على الإنترنت لترويج أعمالها أو في أعمالها بالأساس كشركات التسويق عبر الإنترنت والتي تقوم على الشبكة بشكل كامل، وكذلك المواقع المختلفة.
٣- وستتأثر الصناعات التكنولوجية الكبيرة مثل صناعة الهواتف النقالة والحواسب المحمولة وكل ماله علاقة بالإنترنت!
وبالتأكيد ستتأثر البورصات العالمية مما سيؤدي إلى خلل كبير في الإقتصاد العالمي، كما سيتم فقدان العديد من الوظائف بالتبعية وخسارة الكثير من الشركات وزيادة نسبة البطالة مالم يتم إيجاد حل بديل سريع ليسد فجوة الشبكة الكبيرة!
٤- صعوبة الإنتقال والعودة للخرائط:
أصبح الكثير منا يعتمد على الخرائط الألكترونية في سفره وتنقلاته داخل وخارج بلده، كما أن قيامك برحلة خارج بلدك أصبح في غاية السهولة بعد إمكانية مشاهدة هذه البلد وحجز الفنادق وحتى المواصلات عن طريق الإنترنت. ناهيك عن خدمة الـ GPS المتوفرة على كل الهواتف الذكية والتي يعتمد عليها الكثيرون.
وبالتالي فإن فقدان هذه المميزات سيجعل الحياة أكثر صعوبة وسيعيدنا لأوائل تسعينات القرن الماضي!
٥- بذل الجهد والوقت للحصول على معلومات سواء كانت لعمل بحث أو دراسة ما.
أصبح التعليم يعتمد كثيراً على وجود الإنترنت فبدونه ستتعطل مصالح الطلاب .
الإنترنت أصبح هو شريان الحياة بدونه يبطؤ سير الحياة ، في مختلف المجالات ، ولكن علينا أن نقنن عملية إستتخدامنا للإنترنت فلا نجعلها تطغى حتى على مشاعرنا وعلاقتنا الإنسانية ، إذن المشكلة ليست في الإنترنت ، المشكلة تكمن في طريقة إستخدامه ، علينا أن نحقق التوازن في التعامل مع الإنترنت والعلاقات الإنسانية وفي الإستفادة من الوقت وعدم هدره بالمكوث ساعات وساعات على الإنترنت ، إذن نعم لإيجابيات الانترنت ولا لسلبياته .