هل زمن القراءة انتهى؟

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

هل زمن القراءة انتهى؟

 

القراءة كنز كبير من المعلومات والمعرفة الواسعة فهو بئر مليء بالمعلومات القيمة والثمينة وهذا ما يعترف به كل شخص وفي كل وقت لكن مع تطور حياتنا واتخاذها طابع اسرع أصبح كثير من الناس في هذه الأيام يؤمنون بأن ظروف الإنسان ومواكبة سرعة الأحداث لا تعينه على القراءة، لأنها تحتاج للهدوء والسكون والتخلص من كثير من الاحتياجات اليومية، مع أن جميعنا يعلم بأنه يوجد حتى ولو دقائق قليلة لكن المبدأ الذي يسير به الإنسان هو "التعجيز".
هؤلاء يعتقدون أن زمن القراءة الرومانسي ذهب بغير رجعة، وأن القراءة تغيرت كما تغيرت أشياء كثيرة في حياة الإنسان من ثيابه وأفكاره وأنماط علاقاته فأصبحت القراءة من الكلاسيكيات التي يصعب استعادة اجواءها هذه الأيام.
فانعطف عالمنا كثير من الانعطافات خلال السنين الماضية، وانعطافات الحاضر أكبر وأسرع. 
تطور التكنولوجيا السريع والتغيرات الناتجة عنها ؛ حولت الكتاب إلى منتج ممل.
ومن الأسباب الأكثر أهمية في هذا الموضوع هو وجود مصادر أسرع  للحصول على المعلومات وتوفير وقت الروايات والكتب التي تأخذ ايام أو اسابيع للانتهاء من قرأتها 
كما أن القراءة كانت هواية يقوم بها الإنسان في أوقات فراغه لكن ظهرت أنشطة كثيرة مثل مشاهدة التلفاز أو انتشار المقاهي والكافيهات ووسائل التواصل الاجتماعي فأصبحت من بدائل القراءة.
فلماذا الناس لا تقرأ الكتب؟
فمن اسباب عدم القراءة هو الإجبار. فالإجبار على فعل شيء دائما يأتي بنتيجة عكسية، بمعنى أنه عند إجبارك على قراءة نوع محدد من الكتب أو في وقت محدد يولد لديك كُره تجاه هذا الشيء "القراءة" ، فلذلك يجب أن يُعطى للإنسان الحرية بأن يقرأ ما يشاء وقت ما يشاء حتى يستفيد ويستمتع بالتجربة.
للدعم والتشجيع دور هام جدا في استمرارية القراءة ، فمن ضمن أهم أسباب قلة القراءة في زمننا هذا أن كثير من طرق التدريس المعتمدة في بعض الدول والتي تركز على تلقين المعلومة من قِبل المعلم للطالب أو المتعلم دون أن تكون هناك سياسة البحث والمطالعة فيؤدي إلى ابتعاد الطالب أو المتعلم تدريجياً عنها و غياب دور الآباء في غرس حب القراءة داخل عقول أبنائهم يقول ميخائيل نعيمة:- "عندما تصبح المكتبات في البيت ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ، عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا متحضرين".
فانعدمت مشاهد كثيرة منها القراءة في المحطات والأماكن العامة وهذا أدى إلى ركود في زيارة المكتبات أو حتى أماكن بيع الكتب.
ومن المُلفت للأنظار وغريب في هذا الأمر هو أنك تكاد ألا تجد أُميا لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب في زمن قَلّت فيه القراءة، في حين كانت القراءة في أوقات ذروتها مع كثرة الأميين في هذا الوقت، فالأصل هو أن تكون المسألة عكسية، بمعنى أنه قلة الأمية بسبب زيادة الرغبة في القراءة  وليست طردية وهذا ما يفسره أسباب قلة القراءة التي تَحدثنا عنها من قبل.
وفي النهاية يجب أن نتفهم أن هذه ظاهرة اجتماعية وليست ظاهرة فردية، فعلينا السعي والتكاتف لحل هذه الظاهرة قبل أن تنتشر الأزمة ، فالمسألة بحاجة لحلول جذرية على مستوى المجتمع كله بداية من الإعتراف بالمشكلة وصولا لحلها.


الكاتب / طارق نواب
اعلامي بشبكة نادي الصحافة
عضو جمعية اعلاميون
عضو هيئة الصحفيين السعوديين


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

1  437 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة