الشخصية النرجسية السامة!

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

الشخصية النرجسية السامة!

 

تعتبر الشخصية لدى الإنسان بمثابة البصمة أو الطابع الذي يميز فردا عن الأخر، فلا يمكن أن نجد تطابقا تاما في الشخصيات حتى بين الإخوة التوائم، فلكل شخص مميزاته وطبائعه التي لا نجدها عند غيره، الشخصية النرجسية نوع من أنواع الشخصيات غير السوية والمثيرة للجدل، وأغلب ما تتصف به عبارة عن صفات سلبية نكاد لا نجد بينها ميزة واحدة إيجابية أهمها الغرور والكبر والتعالي والعجرفة وقسوة القلب والتعطش الدائم للتفخيم والتعظيم من كل المحيطين به من أهل وأصدقاء.
ترجع تسمية الشخصية النرجسية إلى أسطورة اغريقية معروفة كان بطلها المسمى نركسوس يحب نفسه ويقدس ذاته إلى حد الجنون، وكان كلما رأى انعكاس صورته في الماء يحدق فيها بإعجاب كبير ويتغزل بشكله الذي كان السبب في هلاكه، ومنذ ذلك الحين أصبح يطلق على كل من يحب ذاته ويعظمها بطريقة مبالغ فيها الشخص النرجسي.
بغض النظر عن تأثير الجينات والعوامل الوراثية في حدوث مثل هذه الاضطرابات والذي أثبتته الدراسات الحديثة، فقد اختلفت الآراء حول الأسباب والعوامل الحقيقية التي تقف وراء تكوين هذه الشخصيات فمنهم من أرجع السبب إلى تعرض النرجسي في طفولته إلى المعاملة السيئة والعنف والانتقاد المتواصل من الوالدين، في حين اتجه آخرون إلى إثبات العكس وهو التدليل الزائد  والمديح والإطراء المفرط بسبب وبدون سبب. 
النرجسي يحس دائما بالاستحقاق وأنه أولى دائما بالحصول على الخيار الأحسن والأفضل من مال كثير ومنصب مرموق وزوجة جميلة... الخ، إضافة إلى أنه يتغذى على طاقة الآخرين من خلال استفزازهم والبحث عن اهتمام الجميع بشخصه العظيم، كما يتصف بالأنانية المفرطة وحب السيطرة على الجميع.
لا يتحمل النرجسي أبدا مسؤولية أفعاله ويلقي اللوم دائما على الطرف الآخر، والويل كل الويل لمن حاول أن وجه له انتقادا أو تجرأ بذكر بعض أخطائه وتصرفاته السيئة، سيتحول فورا إلى عدو لدود لن يسلم من العقاب والانتقام طال الزمان أم قصر، حتى لو كان هذا الشخص صديقه أو زوجته أو حتى فلذة كبده لأنه لا يملك مشاعر مثل باقي البشر ويفتقر للشعور بالتعاطف حتى مع أقرب الناس إليه.
أكدت الدراسات أن العلاقة مع الشخص النرجسي تمر بثلاث مراحل تسمى "دورة الاستغلال النرجسي" 
 يكون في بدايتها الشخص المميز الذي يبالغ في العطاء ويرتدي قناع الطيبة والمثالية  ، وبمجرد أن يتأكد النرجسي أنه قد أحكم سيطرته على الضحية، حتى ينزع القناع  ويبدأ في بث سمومه وممارسة شتى أنواع الأذى والإساءة  للضحية ومحاولة إذلالها بكل الطرق حتى تدخل في حالات اكتئاب وضغط نفسي يصل أحيانا إلى التفكير في الانتحار، ليعود بعدها إلى المرحلة الأولى وهكذا تستمر مراحل الاستغلال وتتواصل معاناة الضحايا في نفس الحلقة المفرغة لأشهر وسنين تفقد فيها الثقة بنفسها وتحس أنها السبب في كل ما يحدث لها ما لم تصل إلى مرحلة الوعي بالحقيقة.
يجب التوضيح هنا أن النرجسية ليست مرضا نفسيا يصاب بها الشخص ويتسبب في ظهور أعراض تقلق راحته وتعطل مسار حياته، بل هي تصرفات وسلوكيات تمارسها هذه الشخصيات المسمومة بوعي تام منها ولا يمكن أن يتغير سلوك النرجسي وطباعه بأخطائه ما دام غير معترف بأخطائه وبالأذى والألم النفسي الكبير الذي يسببه لغيره، كثير من الأمثلة والنماذج التي مرت عبر التاريخ والتي كانت لها تصرفات وسلوكيات تتطابق تماما مع ما رأيناه وسمعنا عنه فيما سبق.
يبقى الحذر واجبا والوعي بصفات وطريقة تفكير الشخصيات النرجسية السامة أهم ما ينصح به المختصون في علم النفس، وهذا لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل معهم من أجل حماية أنفسنا من الأذى والدمار الذي  يلحقونه دائما بجميع من حولهم دون وجود أي مبرر مقنع لما يقومون به ، علينا أولا أن نعزز ثقتنا بأنفسنا ونعمل على وضع حدود صحية واضحة والتي تعتبر خط الدفاع الأول الذي يحمينا من الوقوع كضحايا للعلاقات السامة مع أشخاص غير أسوياء. 


الكاتب / طارق محمود نواب /صحفي بشبكة نادي الصحافة / عضو جمعية اعلاميون / عضو جمعية الصحفيين السعوديين


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

1  462 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات

bemporp

Because doxycycline is a potent MMP inhibitor, we tested a number of MMPs over the course of the study finasteride 1 mg without prescription We don t know what portion of the GM DNA can be incorporated into our own genome, we don t know what portion could be inheritable to our children, we also don t know what happens when the immune system is exposed to DNA that has been recombined in lots of ways that the human body, through the course of time, has never had any exposure to

2023-11-19 05:52ص
1

اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة