العبور الآمن ..
الكاتب / محمد منصور
التعافي لا يأتي كخط مستقيم فحتى تصل له لابد من تجاوز كل منحنياته وتعرجاته متيقناً ومتوشحاً بإيمانك بقوتك ، القوة التي تُشعرك بأنك لاشك سَتَمُر حتى وإن أرهقك الهم ، وأثقل الحزن كاهلك ، وإقتات الجَوْف على أوجاعه ، واستباحت العُزلة محرابك، واستنفد الخوف طمأنينتك ... فاللحظات الصعبة يجب أن لاتنسيك ما تملكه من مِنح يفتقدها غيرُكَ ، فأنت قد تعاني الآن فقط ولكنَ حياتك ليست كلها معاناة !!
فالباحث عن التشافي يتوجب عليه أن يحرق كل تلك المراحل حتى يصل إلى مرحلة المرور العابر والآمن والذي يتخطى به كل ما أثار كل هذه الفوضى في قلبه ، جاعلاً كلَ ما أصابه في رف تجاربه ، ماضياً ومعتنقاً الصمت والصبر ، غير ملتفت لأحد ، فيقيناً لا زال هناك متسع فما ذهب فليدعه يذهب ، وليتخلص من كل الأشياء المُلَطَخة برجاء الآخرين ، متمسكاً دوماً بالأمل ... الأمل الذي لم يخذل يونس حتى وهو في بطن الحوت ، ولايخجل من تلك اللحظات التي شَعُرْ فيها بضعفه لأنها تبقى جزءا من إنسانيته !!