وهل يصلح العطار ماافسده الدهر!

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

وهل يصلح العطار ماافسده الدهر!


من منا لا يسعى للحصول على مظهر جميل وشكل مميز، كيف لا وأن الله خالقنا جميل يحب الجمال، ولكن أن يتحول هذا الأمر إلى هوس وإدمان فهذا هو المنهي عنه والذي يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها. لاحظنا في الفترة الأخيرة أن الإقبال على عمليات التجميل قد زاد بنسبة كبيرة وصلت إلى 98%، هذا ولم يعد الأمر مقتصرا فقط على فئة النجوم والمشاهير وحسب، بل أصبح يطال الشرائح البسيطة من المجتمع كله.
 كلنا نعلم أن للعالم العربي مميزات ومقاييس الجمال الخاصة به، والذي يتمثل مثلا في البشرة السمراء والشعر الأسود، فيما نجد البشرة البيضاء والعيون الملونة ميزة خاصة بالجمال الغربي، أما في يومنا هذا فقد حولت عمليات التجميل كل مقاييس الجمال إلى مثال واحد يحمل نفس الملامح والخصائص ووصلنا إلى وقت لا يمكن للواحد منا أن يضرب المثل في الجمال والجاذبية بلوحة الموناليزا. 
ظهرت أشكال وأنواع عديدة لعمليات التجميل وأصبحت تطال جميع الأعضاء وتصل إلى كل نقطة في الجسم تقريبا، بين نحت وشد للوجه، نفخ للشفاه والخدود، تصغير للأنف وإظهار لغمازات الخدود وغيرها كثير.
وعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهده هذا المجال مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أنه أصبح أكثر تعقيدا وبات يشكل مخاطر كثيرة على صحة الجسم بما فيها الآثار الجانبية بعيدة المدى، وعلى الرغم من التحذيرات المتواصلة للأطباء وللأخصائيين إلا أننا لا زلنا نرى المبالغ الضخمة تنفق على عمليات التجميل والحقن والشد والنفخ والتي لا نكاد حتى نتذكر أسمائها من: بوتوكس وفيلر وغيرها حين أصبح الخوف من ظهور التجاعيد يشكل هاجسا ورعبا. لا بد هنا أن نذكر هنا أمثلة لنجمات عالميات أبدين ندمهم الشديد وصرحن أنه لو عاد بهم الزمان لما فكروا أبدا في خوض مثل هذه التجربة، وينصحون كل من يريد إجراء عمليات التجميل أن يفكر مرارا وتكرارا قبل اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية.
 لعلنا نتذكر هنا قصة طريفة تناولتها سلسلة تلفزيونية كوميدية، تذكر أحداثها أن عريسا طلق زوجته بعد يومين فقط من الزفاف، وهذا بعد أن رأى في اليوم الثاني امرأة غير التي اختارها زوجة له بعد أن سقطت رموشها وأظافرها الاصطناعية، وتهاوى شعرها المستعار وعدسات عينيها اللاصقة، ناهيك عن لون البشرة وتفاصيل أخرى كثيرة ذكرت بشكل كوميدي ساخر.    
نصائح وإرشادات كثيرة نسمعها من الأخصائيين يدعون فيها دائما إلى ضرورة الالتزام بغذاء صحي ومتوازن لما له من علاقة مباشرة في تحفيز عمليات الأكسدة وبالتالي نضارة أكيدة وشباب دائم للبشرة، يذكر أيضا أن الحالة النفسية أيضا لها تأثير مباشر على ظهور التجاعيد والشباب الدائم إضافة إلى بعض الوصفات والخلطات الطبيعية بمكونات بسيطة توجد في كل بيت.
من المخاطر التي قد يسببها حقن البوتوكس بشكل مستمر وبجرعات عالية خاصة إذا لم يكن الطبيب يملك المهارة الكافية، هي شلل تام على مستوى المنطقة، كما أن فئة ممن خاضوا هذه التجارب أصبحوا غير قادرين على تحريك العضلات المستهدفة بشكل طبيعي أو التعبير عن انفعالاتهم بطريقة أمثل. 
أليس من الأولى بعد كل ما رأيناه أن نكون أكثر ثقة في أنفسنا وأن ننفق أموالنا في أشياء أكثر أهمية كتطوير المستوى التعليمي، تعلم مهارات ولغات جديدة ومفيدة بدل الجري وراء عمليات لا تكون دائما موفقة وتعطي النتائج المرجوة. تغيير المظهر يجب أن يرافقه تغيير لنفوسنا وعقولنا وطريقة تفكيرنا.  
نحن لا ننكر أن عمليات التجميل أولوية في بعض الحالات ومن أجل بعض الأسباب الملحة لمن لديه عيوب وتشوهات خلقية تؤثر على حياته وتعاملاته اليومية، أو من يريد إجراء تزيين وتحسين للأعضاء التي تعرض أصحابها لحوادث أو أمراض جلدية... الخ، في حين تبقى التجاعيد والترهلات مجرد عرض طبيعي لتقدم العمر، فمرحبا بها بدل التشوهات والمناظر المرعبة التي رأينا ولا نزال نسمع  تجارب مريرة لمن عانوا كثيرا بعد عمليات فاشلة لم يتمكن العطار فيها من إصلاح ما أفسده الدهر.


الكاتب / طارق محمود نواب / صحفي بشبكة نادي الصحافة / عضو جمعية اعلاميون / عضو جمعية الصحفيين السعوديين


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  490 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة