القصاص بين العفو والمتاجرة

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

القصاص بين  العفو والمتاجرة  

الكاتب / د - فيصل معيض السميري ( الطموح)


الله سبحانه  حرم قتل النفس البشرية  وتوعد القاتل بالعقاب في الآخره ; وجعل الله سبحانه في تنفيذ القصاص من القاتل حقا مشروعا لأولياء الدم  كون الحياة تعود إلى مجاريها بعد القصاص وتزول الضغائن من الأنفس ، كما جعل سبحانه وتعالى من حق اولياء الدم العفو والتنازل عن القصاص  وأعد ذلك سبحانه مثل إحياء الناس جميعا.

خلال الاسبوع الماضي كان هناك حدثين هامين تتعلق بهذا الموضوع :- 
 
الأول ….  كان في تنازل اولياء الدم عن قاتل ابنهم دون مقابل لوجه الله تعالى والشرط الوحيد خروج ذوي القاتل من الخرمه حقنا للدم واطفاء للفتنة وهذا من حقهم .  
اتجه  والد القاتل إلى جزء من الوطن إلى منطقة حايل الكرم ديار شمر واُستقبل من أهل حايل ؛ المعروفين بكرمهم وحبهم للضيف وهذه من سجاياهم التي سطرها لهم  التاريخ   ديرة حاتم الطائي ، فوجد البيت والسيارة والضيافة والحفاوة في استقباله ؛ وعبر ذوي المقتول عن رضاهم لما قدم لابن عمهم من أهل الحايل وشكروا وقدروا لأهالي حايل هذا الاستقبال . 
وهذا الوطن المملكة العربية السعودية ومناطقه ومن يسكنها فيها من القبايل تتسارع جميعها للقيام بما قام به اهالي حايل ، فلو كان هناك لاسمح الله احد من اهالي حايل طلب منه مثل ما طلب الوالد / ناجي السبيعي واولاده واتجه إلى أي منطقة وأُخص الخرمة لوجد الاستقبال والحفاوة والتكريم ، هذه سجايا الشعب السعودي يعرفها القاصي والداني.

 الثاني …. من منطقة نجران  عندما شهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنازل اولياء الدم عن قاتل ابنهم لوجه الله تعالى وابتغاء ما عنده  مع أنه عرض عليهم مبالغ تصل إلى 105 ملايين ، ابت نجران كما هي عادتها إلا أن تدخل التاريخ  بهذا العفو والتسامح 
كما عرف عن رجال يام  الأوفياء .
هذا الحدث تحدثت عن ادأغلب وسائل الاعلام  المحلية والعالمية ومنها قناة ( بي بي سي  BBC ) 
وهي تروي عفو ادأهل المقتول أمام جمع غفير من ابناء الشعب السعودي يطلبون  ويعرضون الأموال على اولياء الدم.

 لكنهم اعفوا لوجه الله سبحانه رجاء بماعنده فهوخير من الدنيا وما عليها ، بل ناشدوا مقام وزارة الداخلية بسرعة إنهاؤ اجراءات خروج السجين وعودته إلى والدته التي شاهدناها ترفع الراية البيضاء 
لمن عفى عن ابنها وسترها .
 الله يسترهم في الدنيا والآخره ويجعل ما قدموه في ميزان حسناتهم .


القضيتين التي سردتها اعلاه لم يجد فيها سماسرة الدم والانتهازيين الذين اعتادوا الدخول على خطوط مثل هذه القضايا لرفع مبلغ التصالح للتنازل عن القصاص واشتراط جزء منه لهم ، هذه الظاهرة ارهقت القبائل بشكل كبير جدا ولم تقتصر على حالة أو حالتين أو حتى ثلاث بل تجاوزت العشرات ولازالت القضايا تباغتنا من حين لآخر من ثلاثين مليون فاعلي خير 
كون مثل هذه القضايا تحملها القبايل ، ولا يمكن التأخر عنها بأي حال من الأحوال فالعرف والوسط الاجتماعي أكبر ضاغط للإسرع عند دفع ( الغرم ) .

وما تروج له للأسف وسائل التواصل الاجتماعي كان السبب في رفع مبلغ المادي للتنازل عن القصاص .

ومن الملاحظات  
١- أن القاتل قد لا يكون حسن السيرة والسلوك بل قد يرجع مرة اخرى في جريمة مماثلة ولكن هم السماسرة كم يحصلون عليه.
٢- عدم معرفة ما يتحمله القاتل من هذه المبالغ المادية  بل قد لا يدفع شي هو وعائلته  بل قد يستفيدون . 
٣- عدم وجود حد أعلى تحدده الدولة أمام القضاة للتنازل عن القصاص  مثال أربعة أو خمسة ملايين إذا تريد أن تعفي لوجه الله فذلك أفضل ، أو تريد مقابل مادي 
لا يمكن التصالح على أكثر من أربعة أو خمسة ملايين 
يسدد القاتل جزء منها والباقي يفتح حساب من قبل الإمارة و تودع فيه ما تبقى ،  إذا رغب اولياء الدم ذلك أو ينفذ حكم الله سبحانه . 
٤- الأخذ على ايدي مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي  الذين لا يعون ما يقومون به من الترويج للقضايا التي يكون سماسرة الدم لها أثر في رفع التصالح مقابل العفو عن القصاص .

في الختام …. المبالغ المادية التي دُفعت خلال السنوات الماضية مقابل التصالح والعفو عن القصاص كفيلة جدا وشاهد قوي على استفحال هذه الظاهرة وما تسببته في ارهاق الناس ، ففي نظري 
قد يقترب المبالغ المدفوعة من مليار ريال  إن لم يكن أكثر في كافة مناطق المملكة .
  ولذا أناشد  قيادتنا  الرشيدة سيدي خادم الحرمين الشرفين الملك / سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله نحو  التوجيه لايجاد نظام وتنظيم لهذه الظاهرة كونه اصبح مطلب كل مواطن باعتباره احد المصالح المرسلة التي تحتاج إلى تنظيم. ….. 
والله من وراء القصد ….. والسلام 

الرياض الاربعاء 2022/5/11


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  243 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة