الكرسي الذهبي ..

الكرسي الذهبي ..

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

الكرسي الذهبي ..

منذ ظهور الإسلام وبداية حكم الخلفاء الراشدين سنة 655 م توحدت المناطق العربية والناطقة باللغة العربية تحت مسمى الدولة الإسلامية واصبحت حرية التنقل مكفولة للجميع بدون أية حدود مما عزز قوتها ونفوذها حتى وصلت إلى بلاد الأندلس ولكن طمع بعض الحكام العرب آنذاك في الحكم الذاتي فتقطعت الدولة الإسلامية إلى دويلات مما ساعد في تفكك هذه القوة الكبرى وبعد انكسار الدولة العثمانية وضعفها في القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر اصبحت هذه الدويلات بعضها تحت الحكم الغربي مثل فرنسا وانجلترا والبرتغال وايطاليا واسبانيا فأصبحت مستعمرات اجنبية بعدما كانت هيبتها تهز العالم بأسره وذلك بسبب طمع حكام هذه الدويلات والآن وبعد قرون من التوحد والقوة العظمي اصبحنا نفتقر إلى هذه القوة مما شكلت حدود اقليمية لهذه الدويلات واصبحت تحكمها افكار غربية وتقسمها إلى محافظات وولايات صغيرة للتغلب عليها مستقبلا وأصبح التنقل مقيدا وحرية متوجة بجواز سفر وقانون صارم يبعث على الاشمئزاز ولكن بعد كل هذه المشاكل والصعوبات التي واجهتها هذه الدويلات ولضعفها وخيانة أهلها اصبحت فلسطين مستعمرة يهودية بموافقة الدولة العثمانية وبعض حكام العرب الذين تواطئوا مع الانجليز لكي يحافظون على الكرسي الذهبي وهو كرسي الحكم الذاتي المدعوم من الغرب وزرعت الكراهية في قلوب العرب للعرب واصبحنا نكره بعضنا البعض وأن لم يكن ذلك علنا أو ظاهرا للعيان فأنها تبقى في خفايا النفوس التي تغلى حقدا وحسدا على بعض الدول التي حباها الله بنعمة النفط واصبحت الدسائس والمؤامرات تحاك في الخفاء لكي تحاول السيطرة أو ابتلاع قسم من اراضيها لكي ترفع من قوتها الاقتصادية المنهارة لكثرة شعوبها ومواطنيها وعدم توفير الخدمات الراقية لهم بل جعلتهم يتبعونها بالتجويع تارة والمنة تارة اخرى وكما في المثل جوع كلبك يتبعك فهي اصبحت حقيقة واقعية ومثلا منطبق على حالة بعض الدول وكما كنا نحلم بالمستقبل الزاهر والوحدة الوطنية والإسلامية بين بعض هذه الدول سواء اقتصاديا أو تجاريا أو وطنيا وتطبيق هذه الوحدة كما في الدول الغربية التي ناقشت وحدتها وطبقتها بسرعة فكانت النتيجة دول بدون حدود وبدون جوزات سفر واصبح اقتصادها وتعليمها وصحتها واعلامها موحدا ونحن لانزال نفكر ونحلم فكان هذا الحلم بعيد المنال في ظل تمسك بعض الحكام العرب بكراسيهم المشوهة بدماء الاحرار اخيرا اطماع بعض الدول المجاورة اصبحت حقيقة واقعية ومكشوفة للعلن ونسأل الله تعالى ان يبعد خليجنا العربي عن هذه الفتن والاطماع ونعيش ونحلم بتوحيد دولنا ورفع قيود السفر والجوازات بيننا البين ونجتمع اخوة متحابين اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وعلميا وصحيا .

وإلى أن يبدأ هذا الحلم في التنفيذ علينا أن نكبر المخدة وننام قريرين العين بأننا في ايدي أمينة وأننا سوف نتوحد ولو في احلامنا.

والله المستعان

الكاتب / مبارك محمد القحطاني

الكويت في 2/3/2021