حُكم الزمن ..

حُكم الزمن ..

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

حُكم الزمن ..

لم أتصور في يوم من الأيام بأنني سوف امسك القلم وأكتب عن الزمن وحكمه ولا عن معاناة الأنسان المسلم مع نفسه عندما يختلي بها في وحدته وفي غربته المؤقتة لأننا نعيش حياة مؤقتة في هذه الدنيا ولكن ما مصيرنا بعد هذه الحياة المؤقتة وبعد أن نُدفن في قبورنا هل أعددنا لأنفسنا مكانا يليق بنا واشترينا عدة السفر الطويلة من فرش ومفارش وأشياء ثمينة ونفيسة في هذه الرحلة أنني أعني بأننا هل أستعدينا لهذه الرحلة واشترينا أنفسنا من عذاب القبر وسؤاله والصراط والمرور عليه بسرعة دون أن تزيغ أبصارنا إلى الهاوية التي تحتنا أم عبثنا في حياتنا ولم نعرف الله حق المعرفة عزوجل فأنا في هذه العجالة أحاول أن أتصور ماهي الأشياء التي يجب أن أشتريها لهذه الرحلة هل هي معدات عينية وملموسة أم نشتري أنفسنا من هذه الحياة بعبادة صادقة لا تشوبها شائبة فالله سبحانه وتعالي يقبل توبة العبد عندما يخطئ ويفرح بعودته للحق والصواب وكلمة أشترى او أشياء مشتراه هي لفظ مجازي في معناها الحقيقي وهي أن تشتري نفسك من أهوال يومِِ تَسمَعٌ فيه قرع نعال محبيك يذهبون من عند قبرك وتتمنى لو أنك تعود للحياة وتعمل صالحا وتتصدق وتصلي وتعبد وتسجد لله سجودا طويلا وتمرغ خديك بتراب التوبة الصادقة وتتعرف على أسم الله حقا وتعرف معنى كلمة الله التي نشأنا وتربينا عليها فعبادتنا هي مجرد عادة ألفينا أنفسنا نتبعها من أباءنا وأمهاتنا وأهلينا ولكن لم نتعرف على الله حق المعرفة ونعرفه في زمن كثرت فيه الفتن والملهيات وكثرت فيه شياطين الأنس والجن فألهتنا عن التمعن والتحقق في هذا الاسم الكبير الحجم وهذا الرب الكريم الذى سترنا وستر عيوبنا وأخطاءنا الكثيرة ولم يعرينا منها بل غفر لنا بكرمه وسترنا بحلمه وعفا عنا برحمته وزادنا من التأمل الشيء الكثير ونحن لاهين وغير مبالين بما حبانا الله به فيجب علينا الرجوع إلي الله والتضرع إليه قبل أن نتمنى ذلك ولا نحصل عليه وقبل أن نعض الأنامل ندما وشوقا إلى العودة إلى الحياة ونعمل عملا يقربنا إلى الله عز وجل فهل من معتبر و هل من متعظ فالشواهد كثيرة جدا ولا تُحصى ولكن الانسان المسلم الفَطِن هو من يتوب قبل فوات الأوان .
والله المستعان ونسأله حُسن الختام والرجوع إليه حقا ،
اللهم آمين ..

الكاتب / مبارك محمد القحطاني