انتصرت الديمقراطية وخسر جونسون

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

انتصرت الديمقراطية وخسر جونسون 


            الكاتبه-الدكتورة / فوزية آل غاصب القحطاني 

 

يوم طويل من ايام بركست عاشه البرلمان البريطاني ، واحتدم الجدل بين النواب  ورئيس الوزراء بوريس جونسون ، الذي هدد بطرد نواب حزبه المتمردين والرافضين للخروج دون اتفاق والتخلص منهم وهو ما ازعج كثير من النواب  وجاء بردود فعل عكسية لسياساته التي وصفت بالطائشة . 
وحينما طلب جونسون من الملكة الموافقة على تعطيل عمل البرلمان،  والذي اعتبره البعض انقلاب خطير على الديمقراطيةً، راهن على عامل الزمن ،  ظناً منه  ان النواب لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً في فترة زمنية قليلة ولن يتمكنوا من الحصول على الأغلبية .
  لكنها الديمقراطية البريطانية التي لا تسمح بالتفرد بالقرار ، وهي التي وحدت المختلفين حزبياً  وجعلتهم في جبهة واحدة . 
  المفاجئة التي واجهت جونسون اليوم هي استقالة النائب المحافظ. فيليب لي والتحاقه بحزب الديمقراطيين الأحرار، وبهذا فقد الأغلبية في مجلس النواب . 
ومرر معارضوه المرحلة الاولى بنجاح اذ اتفقوا على  سن قانون يمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق قد يكون  في غصون الايام القادمة من  هذا الأسبوع  ، كما سيمنعون  اجراء انتخابات مبكرة قبل  التصديق على  عملية الخروج   كما ذكر الزعيم العمالي جيمي  كوربن.
فقد صوت النواب المعارضون للخروج دون اتفاق بواقع  328 صوتا مقابل 301 صوت لصالح  المؤيدين  . 
  ماحدث اليوم في مجلس العموم البريطاني هو انتصار كبير للديمقراطية . اذ اصبح بامكان  مجلس النواب سن قانون يمنع الخروج دون اتفاق  كذلك بإمكانهم تأجيل موعد الخروج .
وبذلك أعطى البرلمان قوة التحكم بعملية الخروج.  
ورغم تصريح السيد جونسون بعدم رغبته للذهاب الى انتخابات مبكره  لكنه  سيضطر لذلك ولعلها ستكون المخرج الوحيد له للخروج من المأزق الذي وضع نفسه وحزبه  فيه،  وسيعتمد على الدوائر الانتخابية التي صوتت  للخروج  وهي 412 دائرة من اصل 650 وهذا يعني ان جونسون يراهن على دعم قوي وكبير  من خلال الانتخابات . 
لكن  جيرمي كوربن قال ان اي انتخابات لن تجرى قبل الانتهاء من تحديد الشكل  النهائي  لإتفاق الخروج  وهذا ما سيعمل عليه  في البرلمان . 
   السيد جيرمي كوربن يريد من خلال هذه المناورة ان يسمح للبريطانيين  بإعادة النظر في عملية الخروج كما يمنح النواب  فرصة اكبر للنظر في مستقبل البلاد   الذي يهدده الانقسام .
اذ يتهمه معارضوه بانه يقف ضد رغبة الشارع البريطاني الذي صوت للخروج ، لكن الرجل وحزبه يعتقدون ان عملية خداع وتظليل مورست مع الناس وجعلهم يصوتون للخروج ولذا يجب ان يقوم مجلس العموم بدوره لكشف الحقيقة  . 
  بعد الجلسة العاصفة  اضطر  جونسون الى التراجع عن تصريحاته السابقة بالخروج دون اتفاق وهو ما أفقده المصداقية . كما أظهرته جلست اليوم بالتناقض والإرباك ، فقد غلبت على ردوده التشنج والعصبية والانفعال ، وكانت لغة الجسد تقول  لمن شاهده انه في موقف لا يحسد عليه ، ربما يفقده موقعه كرئيس للوزراء . 
لقد خسر رئيس الوزراء الكثير من أوراق القوة التي كان يمتلكها ، وقد تناقضت تصريحاته بشأن الخروج ، كما اضعف موقفه المتشدد  حزب المحافظين الذي يعاني أصلاً من انشقاقات واستقالات جماعية  ومنهم من ضاق ذرعاً بسياسات الحزب كما تقول النائبة السابقة هايدي آلين التي إستقالت من الحزب والتحقت بمجموعة المستقلين ، كما قدمت  رئيسة حزب المحافظين في إسكتلندا السيدة روث ديفدسون استقالتها من الحزب  وكذلك سارة لاتسون و آنا سوبري وآخرين  .   
وكلها كانت على خلفية اتفاق الخروج . 
  منذ العام 2016   والى اليوم و بريطانيا في ورطة كبيرة زعزعت الاقتصاد والأسواق وأربكت الشارع بشكل كبير كما أربكت حسابات اوربا كذلك .
ولا يعلم البريطانيون  اين سترسي سفينة الخروج هل على الشاطئ الأوربي أم على شواطئ بحر المانش    
و تبقى الايام القادمة تحمل الكثير من المفاجئات .


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  488 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة